كتب / مصطفى رخا
في واقعة غريبة أثارت الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية، تعرضت مجموعة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين عند الحدود مع مصر لهجوم مفاجئ من قبل حيوان مفترس يُعرف باسم "الوشق المصري"، وذلك في منطقة جبل حريف بصحراء النقب.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لتقارير إسرائيلية ومصرية، كان الجنود الإسرائيليون في مهمة مراقبة روتينية عندما فوجئوا بحيوان "الوشق المصري"، وهو نوع من القطط البرية المفترسة التي تتمتع بسرعات عالية وقدرات صيد متقدمة.
شهود عيان أكدوا أن الحيوان قفز فجأة من منطقة كثيفة الأشجار، مهاجمًا جنديين على الأقل، مما تسبب في إصابة أحدهما بجروح عميقة في الذراع والآخر بجروح سطحية في الوجه قبل أن ينجح بقية الجنود في التصدي له وإبعاده.
تحرك الجيش الإسرائيلي
على الفور، هرعت وحدات طبية عسكرية إلى المكان، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية للجنود المصابين قبل نقلهم إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع لتلقي العلاج.
مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن الجيش بدأ تحقيقًا رسميًا لمعرفة كيفية وصول هذا الحيوان إلى المنطقة، وما إذا كان يمثل تهديدًا متكررًا للجنود، خصوصًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها رصد حيوانات برية خطيرة في محيط الحدود.
ما هو "الوشق المصري"؟
يُعتبر الوشق المصري (Caracal caracal) من أشرس القطط البرية، حيث يمتاز بسرعته الفائقة التي تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، بالإضافة إلى قدرته على القفز لمسافة تصل إلى 3 أمتار. يتغذى على الطيور والثدييات الصغيرة، كما يُعرف بشراسته عندما يشعر بالتهديد.
هذا الحيوان محمي في بعض الدول، ولكنه بدأ في الظهور مؤخرًا بمناطق لم يكن معروفًا فيها من قبل، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير الأنشطة البشرية على بيئته الطبيعية.
ردود الفعل الإعلامية والسياسية
الحادثة أثارت موجة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سخر البعض من فكرة أن "قط بري" هاجم جنودًا مدججين بالسلاح، بينما تساءل آخرون عن مدى استعداد الجيش الإسرائيلي للتعامل مع مثل هذه المواقف.
على الجانب المصري، ربط بعض النشطاء الحادثة بقضايا الحفاظ على البيئة، مطالبين السلطات بحماية هذا النوع من القطط البرية ومنع تهجيره إلى مناطق مأهولة قد تتسبب في صدامات مع البشر.
هل يتكرر الهجوم؟
لم يستبعد خبراء الحياة البرية احتمال تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة في ظل تقلص البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات بسبب الأنشطة العسكرية والاستيطانية.
في الوقت الحالي، يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز دورياته الحدودية لمنع تسلل أي حيوانات أخرى، في حين لم تصدر السلطات المصرية أي تعليق رسمي بشأن الحادثة.