كتبت/ فريدة عبدالحليم
في هذه الحلقة المثيرة، يأخذنا "الدحيح" في رحلة داخل عالم المشرحة والطب الشرعي، حيث يكشف كيف تساعد الجثث في حل ألغاز الجرائم، وما الذي يحدث فعلًا عند تشريح الإنسان بعد وفاته،بأسلوبه المشوق المعتاد، يطرح تساؤلات غريبة مثل: كيف يستطيع الأطباء معرفة سبب الوفاة من مجرد النظر إلى الجسد؟ ولماذا تبقى بعض القضايا دون حل رغم وجود الجثة؟
بداية الرحلة: الجثث تتكلم!
يبدأ "الدحيح" الحلقة بالإجابة على سؤال قد يبدو غريبًا: هل يمكن للجثث أن تتحدث؟ بالطبع، ليس بالمعنى الحرفي، لكن الأطباء الشرعيين قادرون على استخراج معلومات مذهلة من الجثة، تساعد في كشف الجرائم. فكل كدمة، كل خدش، وحتى درجة تحلل الجسد، يمكن أن تكون دليلًا يقود إلى القاتل.
كيف يعرف الأطباء الشرعيون سبب الوفاة؟
يشرح "الدحيح" الطرق المختلفة التي يستخدمها الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، فمثلًا:
الاختناق: يمكن للطبيب معرفة ما إذا كان الشخص قد تعرض للخنق من خلال علامات زرقاء حول الرقبة أو نزيف في العينين.
التسمم: بعض السموم تترك آثارًا في الأنسجة أو تغير لون الجلد، ما يساعد في تحديد المادة القاتلة.
الغرق: إذا وُجد ماء داخل الرئتين، فهذا يعني أن الضحية كانت على قيد الحياة عند سقوطها في الماء، وإذا لم يكن هناك ماء، فقد تكون قد أُغرقت عمدًا بعد موتها.
ما الذي يحدث في المشرحة؟
هنا يشرح "الدحيح" بالتفصيل عملية التشريح، والتي تمر بعدة مراحل:
1. الفحص الخارجي: يبدأ الطبيب بفحص الجثة من الخارج، يبحث عن جروح، كدمات، أو أي علامات غير طبيعية.
2. التشريح الداخلي: يتم فتح الجثة بعناية لفحص الأعضاء الداخلية، ومعرفة ما إذا كانت هناك إصابات أو أمراض قد تكون سببًا للوفاة.
3. تحليل الأنسجة والسموم: تؤخذ عينات من الدم والمعدة للكشف عن أي مواد غريبة، مثل السموم أو المخدرات.
لماذا يتأخر كشف بعض الجرائم؟
يتحدث "الدحيح" عن أشهر القضايا التي استغرق حلها سنوات بسبب صعوبة تحديد سبب الوفاة فبعض الجرائم تكون معقدة لدرجة أن حتى التشريح لا يكشف الحقيقة بسهولة،وهناك حالات لا يتم العثور فيها على الجثة أصلًا، مما يجعل التحقيق أكثر تعقيدًا.
التكنولوجيا الحديثة في الطب الشرعي
مع تطور العلم، أصبح لدى الأطباء الشرعيين أدوات متقدمة تساعدهم في عملهم، مثل:
التصوير بالأشعة: يمكن أن يكشف عن كسور داخلية غير ظاهرة.
تحليل الحمض النووي (DNA): حتى لو لم تُكشف الجريمة فورًا، يمكن تحليل عينات DNA بعد سنوات وربطها بمشتبه بهم جدد.
الموت لا يخفي الحقيقة!
في نهاية الحلقة، يوضح "الدحيح" أن المشرحة ليست مجرد مكان مظلم مليء بالجثث، بل هي مصدر مهم للحقيقة، حيث يمكن لجسد المتوفى أن يكشف أسرار موته ويساعد في تحقيق العدالة، وبينما يخاف البعض من المشرحة، يرى الأطباء الشرعيون فيها مصدرًا لا ينضب من الأدلة التي قد تحل ألغازًا لم يكن أحد ليعرفها لولا هذا العلم الدقيق.