كتبت/ فريدة عبدالحليم
في رحلته العلمية الممتعة، يأخذنا "الدحيح" هذه المرة في حلقة شيقة بعنوان "هل فعلًا الدم عمره ما يبقى مياه؟"، حيث يغوص في أعماق هذا السائل العجيب الذي يجري في عروقنا، ويتساءل: هل يمكن استبداله؟ وهل فعلاً هناك بديل صناعي يعوّضه؟ الحلقة ليست مجرد استعراض علمي جاف، بل هي سرد مشوّق لتاريخ نقل الدم، محاولات استبداله، وأهميته في حياة الإنسان.
بداية الرحلة: الدم بين الأساطير والطب
يبدأ "الدحيح" بسرد كيف نظر البشر قديمًا إلى الدم،في العصور القديمة، اعتبرته بعض الحضارات مصدر القوة والحياة، حتى أن بعض القبائل شربت دماء الحيوانات اعتقادًا بأنها ستكتسب صفاتها، لكن حين بدأ الطب في التطور، ظهرت محاولات غريبة لنقل الدم بين البشر والحيوانات، دون فهم واضح لما قد يحدث.
أول محاولات نقل الدم: كابوس طبي
في القرن السابع عشر، جاءت أولى التجارب الطبية لنقل الدم، لكنها كانت كارثية، حاول الأطباء نقل دم الحيوانات إلى البشر، آملين أن يعمل كبديل، لكنهم لم يدركوا أن كل كائن حي لديه نظام دموي مختلف، النتيجة؟ حالات وفاة مروّعة، ومنع تام لهذه العمليات لفترة طويلة.
اكتشاف فصائل الدم: اللغز الذي أنقذ ملايين الأرواح
يوضح "الدحيح" كيف كانت محاولات نقل الدم تفشل في بعض الحالات وتنجح في أخرى، إلى أن جاء الطبيب النمساوي "كارل لاندشتاينر" في أوائل القرن العشرين واكتشف أن الدم ليس واحدًا، بل ينقسم إلى فصائل (A, B, AB, O)، وأن بعض الفصائل لا يمكن مزجها معًا دون أن يتسبب ذلك في رد فعل مناعي قاتل،هذا الاكتشاف غيّر الطب تمامًا وجعل عمليات نقل الدم أكثر أمانًا.
هل يمكن تصنيع دم بديل؟
بعدما فهم العلماء تركيبة الدم، بدأوا في التساؤل: هل يمكننا الاستغناء عنه وصناعته في المختبر؟ وهنا يتناول "الدحيح" المحاولات العلمية لصنع "دم صناعي"، والتي كانت مثيرة ولكنها لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب، بعض البدائل التي تم اختبارها لم تكن فعالة في نقل الأكسجين، بينما سببت أخرى مشاكل صحية خطيرة.
لماذا لا يمكن استبدال الدم؟
يفسر "الدحيح" أن الدم ليس مجرد سائل أحمر، بل هو نظام معقد من الخلايا، والبروتينات، والصفائح الدموية، وكريات الدم الحمراء والبيضاء، والتي تقوم بوظائف دقيقة جدًا مثل نقل الأكسجين، مكافحة الأمراض، والتجلط عند الإصابة، هذه الوظائف لم يستطع أي بديل صناعي تقليدها حتى الآن، مما يجعل التبرع بالدم هو الخيار الوحيد لإنقاذ الأرواح.
الخاتمة: الدم... هبة لا تُقدّر بثمن
في نهاية الحلقة، يشدد "الدحيح" على أهمية التبرع بالدم، مشيرًا إلى أنه رغم كل التقدم العلمي، لا يزال الدم الحقيقي هو الأمل الوحيد لكثير من المرضى، خصوصًا في الحالات الطارئة، ويتركنا مع تساؤل مثير: هل سيصل العلماء يومًا ما إلى اختراع دم صناعي فعال؟ أم أن الدم سيظل اللغز الطبي الذي لا يمكن تعويضه