كتبت / إيمان شريف
أدى سقوط الحليف الروسي بشار الأسد في سوريا إلى إعادة تقييم الكرملين لأهدافه الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، حيث زادت الحركة الجوية بين سوريا وليبيا بشكل ملحوظ، بحثًا عن مواقع بديلة للقوات الروسية وحلفائها السوريين.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "ميليتري أفريكا"، أصبحت ليبيا مركزًا جديدًا للعمليات الروسية، إذ منح المشير خليفة حفتر في يناير الماضي القوات الروسية السيطرة على قاعدة معطن السارة الجوية، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.
ونشرت صور أقمار صناعية تظهر توسع القاعدة بواسطة مرتزقة روس، في وقت بدأت فيه موسكو نقل معدات عسكرية متطورة، بما في ذلك بطاريات إس-300 وإس-400، من سوريا إلى ليبيا. كما رُصدت أنشطة روسية في نحو عشرة مواقع ليبية، منها ميناء طبرق، الذي شهد تسليم معدات عسكرية.
وتدير روسيا حاليًا أربع قواعد جوية رئيسية في ليبيا، بينها قاعدة الخادم، التي يُعتقد أنها مقر "الفيلق الأفريقي" الروسي. ويرى خبراء أن ليبيا قد تحل محل سوريا كموقع استراتيجي لموسكو في مواجهة النفوذ الغربي وتوسيع وجودها في أفريقيا.
ومع ذلك، تواجه روسيا تحديات في تكرار استراتيجيتها السورية بليبيا، حيث تعقيد المشهد السياسي وتعدد الفصائل، إلى جانب افتقار ليبيا لموانئ عميقة كتلك التي استخدمتها موسكو في طرطوس السورية، مما يعقد العمليات اللوجستية.
كما تتابع حكومة طرابلس وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو عن كثب التحركات الروسية في المنطقة.