كتبت / إيمان شريف
كشف استطلاع جديد أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) عن تغير جوهري في رؤية الأوروبيين للولايات المتحدة، حيث باتت تُعتبر "شريكًا ضروريًا" بدلًا من "حليف استراتيجي" كما كانت في السابق. ويأتي هذا التحول في ظل تزايد الشكوك حول مستقبل الاتحاد الأوروبي وعلاقته بواشنطن، خاصة في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.
الاستطلاع، الذي شمل 11 دولة من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أوكرانيا وسويسرا والمملكة المتحدة، أظهر انقسامًا واضحًا في المواقف تجاه ترامب. ففي حين يرى نصف المجريين ونسبة كبيرة من البلغاريين والرومانيين أن إعادة انتخابه قد تعزز الاستقرار العالمي، يعارضه غالبية في دول مثل ألمانيا والدنمارك، معتبرين أن عودته قد تؤدي إلى مزيد من التوترات.
بافيل زيركا، الباحث في المركز الأوروبي للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، وصف هذا التحول بأنه "نتيجة طبيعية" لطريقة تعامل ترامب مع التحالفات الدولية، التي أصبحت أقرب إلى علاقات تجارية منها إلى شراكات استراتيجية.
وأضاف أن هذا الواقع قد يكون فرصة للأوروبيين لاعتماد نهج أكثر براغماتية في تعاملهم مع واشنطن.
أما على مستوى النظرة لمستقبل أوروبا، فقد انقسم الأوروبيون بين "متفائلين" يرون الاتحاد قوة عظمى قادرة على الصمود، و"متشائمين" يعتقدون أن مصيره الانهيار خلال العقدين المقبلين. هذه الانقسامات تعكس مرحلة غير مسبوقة من إعادة التقييم للعلاقات الدولية وللدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا في عالم سريع التغير.