recent
أخبار ساخنة

من الظلام إلى النور.. عفو رئاسى يعيد الأمل للمستقبل




كتبت: سهام إبراهيم علي.


في يوم يحمل بين طياته ذكرى بطولية خالدة، يوم احتفال مصر بعيد الشرطة الـ 73، تأتي لحظة تاريخية تفتح صفحة جديدة من التفاؤل والأمل في حياة العديد من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.


لحظة تكشف عن الجانب الإنساني في سياق السياسة العقابية، حين قرر الرئيس، عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، منح العفو لعدد من المحكوم عليهم الذين استوفوا شروط العفو، في خطوة تعكس حرص الدولة على إعادة دمجهم في المجتمع بعد تأهيلهم.


4466 نزيلاً، جمعهم القرار الرئاسي، ليخرجوا من وراء القضبان إلى عالم جديد، لا مكان فيه للجريمة ولا للندم، بل للأمل والتغيير.


هذا القرار لم يكن مجرد تسوية قانونية أو إجراء إداري، بل كان بمثابة صفحة جديدة تُكتب في حياة هؤلاء الأشخاص، الذين شعروا بأن الدولة لم تتخل عنهم، بل سعت لمنحهم فرصة ثانية لاستكمال الحياة التي تأخرت بسبب خطوات غير حكيمة.

ولعل الأهم في هذا القرار هو توقيته، الذي يتزامن مع الاحتفالات بعيد الشرطة وذكرى معركة الإسماعيلية، المعركة التي كانت بداية لحقبة جديدة في تاريخ الشرطة المصرية، حرب وطنيّة تُوجت بالبطولة والتضحية.

وبمناسبة هذا اليوم العظيم، كان العفو الرئاسي بمثابة فرصة لتجديد الأمل في نفوس الذين لم يفت الأوان بعد لتصحيح مسارهم.


ويأتي هذا القرار في إطار ما تبذله وزارة الداخلية من جهود لتطبيق سياسة عقابية حديثة تعتمد على التأهيل والرعاية، وليس فقط العقاب.

فتشكيل لجان لفحص ملفات النزلاء على مستوى الجمهورية، كان خطوة جوهرية لضمان أن المستحقين فقط هم من استفادوا من هذا العفو، وهي خطوة تعكس حرص الدولة على تقديم الفرصة الثانية، لا للكل، بل لأولئك الذين أظهروا التغيير والتزامهم بمسار جديد.

وفي أجواء مليئة بالفرح والامتنان، عبر المفرج عنهم عن مشاعرهم تجاه القرار، حيث أكدوا أنهم شعروا بفضل الرئيس السيسي الذي جمعهم بأسرهم، بعد سنوات من البعد.

كما أكدوا أنهم تعلموا من أخطائهم، وأنهم عازمون على عدم العودة إلى الجريمة مرة أخرى، في رسالة أمل تبعثها الدولة في قلوب أبناء شعبها، مؤكدة أن التغيير ليس مستحيلاً، وأن الفرصة لمن يريد التغيير دائماً موجودة.


توافدت المشاهد الإنسانية في مراكز الإصلاح والتأهيل، حيث وصف المفرج عنهم معاملة الشرطة لهم خلال فترة قضاء العقوبة بأنها كانت كريمة وإنسانية، وهو ما يعكس تطورًا في السياسة الإصلاحية، التي تركز على تقديم الرعاية الإنسانية للمسجونين بجانب التأهيل المهني والتعليمي، ما يجعلهم أكثر استعدادًا للعودة إلى المجتمع بشكل إيجابي.


اليوم، ومع الإفراج عن هؤلاء النزلاء، تُكتب بداية جديدة ليست فقط بالنسبة لهم، ولكن لمجتمع بأسره، يثبت فيه الأمل أن لكل شخص فرصة للانطلاق مجددًا، وأن خلف القضبان ليس هو الفصل الأخير في الحياة.

author-img
رئيسة التحرير/ناهد محمد

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent