كتبت : يارا أشرف
لا تزال أمراض القلب من أهم أسباب الوفاة على مستوى العالم، خاصة مع ارتفاع معدلات السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، ووفقًا لتقرير جمعية القلب الأمريكية (AHA) لعام 2025 حذر الخبراء من تفاقم الفوارق الصحية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وطالبوا بتغيير نمط الحياة والعلاجات المتاحة للحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكشف التقرير السنوي، الذي نُشر في مجلة AHA Circulation، عن زيادة طفيفة في الوفيات المرتبطة بالقلب في عام 2022، مما يمثل تحديًا مستمرًا على الرغم من التقدم الطبي.
وبحسب التقرير فإنه في عام 2022، نُسبت 941652 حالة وفاة إلى أمراض القلب، بزيادة تزيد عن 10000 حالة وفاة مقارنة بعام 2021. وفي حين تباطأت الزيادة في الوفيات التي شهدناها خلال جائحة كورونا، تظل أمراض القلب القاتل الأول في الولايات المتحدة.
أكد الدكتور كيث تشرشويل، رئيس جمعية القلب الأمريكية، على التكرار المقلق للوفيات المرتبطة بأمراض القلب.
وقال تشرشويل في بيان: "يموت شخص ما بسبب أمراض القلب كل 34 ثانية، بما يعادل ما يقرب من 2500 حالة وفاة كل يوم. هذه ليست مجرد أرقام - إنها تمثل أصدقاءنا وأفراد عائلتنا وأحبائنا".
تتسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية مجتمعة في مقتل عدد من الأرواح أكثر من جميع أنواع السرطان والوفيات العرضية معًا، مما يجعلها أخطر التهديدات الصحية في البلاد.
ارتفاع عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب
وفقًا للتقرير، تتزايد بعض عوامل الخطر القلبية الوعائية بمعدل ينذر بالخطر:
- ارتفاع ضغط الدم: يؤثر على ما يقرب من 47 % من البالغين في الولايات المتحدة.
- الوزن غير الصحي: يعاني أكثر من 72% من البالغين من زيادة الوزن، ويصنف ما يقرب من 42% منهم على أنهم مصابون بالسمنة.
- مرض السكري ومرحلة ما قبل السكري: يعاني أكثر من 57 % من الأمريكيين من مرض السكري من النوع 2 أو مرحلة ما قبل السكري.
وحذر الخبراء من أنه إذا استمرت هذه الاتجاهات، بحلول عام 2050:
- يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم والسمنة على أكثر من 180 مليون بالغ.
- يمكن أن ترتفع حالات مرض السكري إلى أكثر من 80 مليون.
الفوارق الصحية: من هم الأكثر عرضة للخطر؟
يسلط التقرير الضوء على الفوارق العرقية والإثنية الكبيرة في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب:
- النساء ذوى البشرة السمراء لديهن أعلى معدل للسمنة بنسبة 58 %، في حين أن النساء الآسيويات لديهن أدنى معدل بنسبة 15%.
- الرجال من أصل إسباني لديهم أعلى معدل لمرض السكري بنسبة 15 %، في حين أن النساء البيض لديهن أدنى معدل بنسبة 8 %.
- النساء ذوي البشرة السمراء لديهن أيضًا أعلى معدل لارتفاع ضغط الدم بنسبة 58 %، مقارنة بـ 35 % من النساء من أصل إسباني.
الوزن الزائد
يشير التقرير إلى أن الوزن الزائد يظهر كتهديد صحي أكبر من التدخين.
قالت الدكتورة لاثا بالانيابان، أستاذة طب القلب والأوعية الدموية بجامعة ستانفورد، "إن زيادة الوزن هي التدخين الجديد عندما يتعلق الأمر بالمخاطر الصحية".
يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى تقصير متوسط العمر المتوقع بما يصل إلى 2.4 سنة، وتأثيره أشد مرتين بالنسبة للنساء وأعلى بكثير بالنسبة للبالغين ذوى البشرة مقارنة بالبالغين البيض.
انخفاض معدلات التدخين والكوليسترول
على الرغم من هذه الإحصائيات المقلقة، يشير التقرير إلى بعض الاتجاهات الإيجابية:
1. انخفاض معدلات التدخين:
- في عام 1965، كان 51 % من الرجال و34% من النساء يدخنون.
- بحلول عام 2018، انخفضت هذه الأرقام إلى 16 % للرجال و12 % للنساء.
- اليوم، يدخن أقل من 12 % من البالغين في الولايات المتحدة السجائر.
2. انخفاض مستويات الكوليسترول:
- ساعد زيادة الوعي بالأنظمة الغذائية الصحية واختيارات نمط الحياة، إلى جانب الأدوية المحسنة، في تقليل معدلات الكوليسترول المرتفعة على مر السنين.
العبء الاقتصادي لأمراض القلب
إلى جانب الخسائر البشرية، تفرض أمراض القلب ضغوطًا مالية ثقيلة على نظام الرعاية الصحية.
- في عامي 2020 و2021، أنفقت الولايات المتحدة 418 مليار دولار على الرعاية الصحية المتعلقة بأمراض القلب، وهو ما يمثل 11%من إجمالي إنفاق الرعاية الصحية في البلاد.
- إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن تتضاعف تكاليف أمراض القلب والأوعية الدموية ثلاث مرات بحلول عام 2050، لتشكل ما يقرب من 5 % من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
مستقبل الوقاية من أمراض القلب
مع ارتفاع عدد الأمراض المرتبطة بالسمنة، يتم تطوير أدوية وعلاجات جديدة لمكافحة زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن العلاجات المبتكرة وحدها لا تكفي.
وقال الدكتور كازي: "إن اكتشاف علاجات جديدة ببساطة لن يحل المشكلة - نحتاج إلى التأكد من أن هذه العلاجات ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها لمن هم في أمس الحاجة إليها".
يؤكد خبراء الصحة على أهمية تغييرات نمط الحياة، بما في ذلك:
- الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
- إدارة ضغط الدم من خلال تغييرات نمط الحياة، وإذا لزم الأمر، تناول الأدوية.
- تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكر.