كتبت: آن نادي
تدعى صفية مصطفى فهمى،وهي الابنة الصغرى لمصطفى فهمى باشا أحد أوائل رؤساء وزراء مصر ، ولدت صفية زغلول في 16 يونيه 1876، و توفيت في 12 يناير 1946،و كانت تنتمى لعائلة أرستقراطية تركية الأصل، و هي زوجة الزعيم المصري سعد زغلول، و لقبت باسم صفية زغلول نسبة إلى كناية زوجها،و يقول بعض المؤرخين تحدثون عن أن زواج صفية بسعد كان بترشيح من إحدى صديقاتها.
خاضت مع سعد معارك فائقة الإتقان في مواجهة الإنجليز، ورأست اللجنة المركزية النسائية لحزب الوفد، وقادت النساء في مظاهراتهن، و كانت صفيه لها دور كبير في الحياة السياسيه لزوجها حيثُ كانت سبباً كبيراً فى تولي سعد وزيراً للمعارف في حكومة مصطفى فهمى باشا، والدها، وسعد كان في الاصل محامي.
في 13 ديسمبر 1919 أجتمع عدد كبير من نساء مصر، وعرفت باسم "إجتماع الكاتدرائية المرقسية"، وقدمن أحتجاجًا شديد اللهجة على ما يجري في مصر من قبل الإحتلال، في 16 يناير 1920، حيثُ قامت السيدات بمظاهرة في العاصمة تأييدًا للوفد وقيادته ومنادية بالاستقلال ومعادية للجنة ملنر.
تم تتويج السيدة صفية أمٌ لكل المصريين بعدما أقصى الإنجليز زوجها خارج البلاد 1921، ظلت صفية تتابع أحوال سعد وهو في المنفى، وتبرق للسلطات البريطانية، وعلى إثر مرض سعد تم نقله من"سيشل" إلى"جبل طارق" في 16 أغسطس 1922، وفي سبتمبر 1922 سافرت صفية إلى جبل طارق لتكون إلى جوار زوجها وبقيت معه حتى عاد إلى أرض الوطن.
تتميز صفية بثقافة عالية وذكاء شديد، لقبت صفية زغلول بلقب "أم المصريين" لأثر مشاركتها في المظاهرات النسائية إبّان ثورة 1919، ولعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري خاصةً و أنها ساهمت بشكل أساسى وفعّال في تحرير المرأة المصرية،و لحملها لواء الثورة عقب نفى زوجها سعد زغلول إلى جزيرة سيشل.
هى سيدة بيت الأمة ؛ ذلك البيت الذي رفع من خلاله أعلام الهلال والصليب ضد المستعمر البريطاني فكان تجسيد للروح الوطنية، وهو البيت الذي تربّى فيه الكثير من المناضلين والمفكرين السياسيين والكُتّاب مثل "علي أمين" و"مصطفى أمين"، فاعتبرته الأمة كلها في ذلك الوقت ملتقى ومنارة للثقافة والوعي والنضال، و لم تتخل صفية زغلول عن نشاطها الوطني لمدة 20 عامًا بعد وفاة زوجها سعد في 23 أغسطس عام 1927، لدرجة أن رئيس الوزراء "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها أبت ورفضت الخضوع، و لم تتوقف عن العمل الوطني.
كانت صاحبة موقف هى وزميلاتها هدى شعراوى من ارتداء الحجاب، إذ وقفن على أعتاب ميدان التحرير ومعهن أخريات، فى مظاهرة لخلع الحجاب عام 1923، وهو ما كان بداية لمرحلة جديدة فى زى المرأة المصرية، وبحسب كتاب "الحركة النسائية فى مصر بين الثورتين" للدكتورة آمال السبكى، فإن صفية زغلول زوجة زعيم ثورة 1919، كانت أول سيدة تنزع الحجاب لما عادت مع زوجها من منفاه، بينما كانت هدى شعراوى أول سيدة تعلن السفور بعد صفية.
توضح الكاتبة أن الزعيم الراحل سعد كان له موقف حاسم تجاه الحجاب فعندما عاد عام 1921 من منفاه واستقبلته مصر كلها استقبال الغزاة الفاتحين، وكانت معه صفية التى قالت له قبل وصول الباخرة إلى ميناء الإسكندرية، إنه حان الوقت لكى ننزع البرقع الأبيض؟ فالتفت سعد إلى شابين من أنصاره هما واصف غالى وعلى الشمسى وسألهما رأيهما فعارضا أن تبدأ صفية زغلول بنزع حجابها، لكن زعيم ثورة 1919 رفض الانصات لهما،و فقال: هذه ثورة! إرفعى الحجاب، ورفعت صفية الحجاب، وخرجت أمام الجماهير للمرة الأولى دون البرقع الأبيض (الحجاب)، و يؤكد كتاب "المشابهة بين قاسم أمين ودعاة التحرير" إ أن صفية هى أول من نزع الحجاب لما عادت مع زوجها من منفاه.