حوار : علياء الهواري مع الدكتور ايمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعه القدس.
في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده، كان لتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة تأثير بارز على مسار الحلول السياسية. لم يكن تعامله مع قضية السلام في المنطقة تقليديًا، حيث تبنى سياسات أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول دور الولايات المتحدة في دعم حل الدولتين. من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى تقديم "صفقة القرن"، سار ترامب في طريق يراه البعض كفرصة جديدة للسلام، بينما اعتبره آخرون عائقًا أمام التوصل إلى حل دائم. في هذا الحوار، نسلط الضوء على تأثير سياسات ترامب على قضية حل الدولتين من خلال مناقشة أبرز الخطوات التي اتخذها وأثرها على مسار المفاوضات المستقبلية وبذلك سوف يحدثنا دكتور ايمن الرقب عن تولى ترامب فتره رئاسيه جديدة وتأثيره على حل الدولتين.
كيف ترى تأثير تولى دونالد ترامب الرئاسه على السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه الشرق الاوسط؟
من الواضح أن سياسة ترامب اتجاه المنطقة ستكون صعب حيث انه تسلح منذ البداية بوزير الخارجية الذي عبر عن حقده على الفلسطينيين وتأييده المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، إضافة إلى سفيره الجديد في دوله الاحتلال الذي يصنف على أنه من الصهاينه والمؤيد للاستيطان وقد شارك سابقا في عدة فعاليات للمستوطنين في الضفة الغربية وكذلك مبعوثه للشرق الأوسط والذي يعتبر من أصدقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو و بجانب ديانته اليهودية صهويني متطرف ، هذه التعينات تعني انه ينوي ان تكون الشرق الأوسط منطقة ساخنه وليست باردة ولن يسعى لوقف الحروب كما ادعى بالحوار بل بالقوة كما يعتقد ، وما سلف يجعلنا نتوقع أن نرى سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستكون اصعب من الفتره الأولى له عام 2017 ، و اعتقد انه سيشعل الحروب خلال الفتره القادمه .
هل تعتقد أن إدارة ترامب قد قامت بتغيير المسار التقليدي للسياسة الامريكيه تجاه فلسطين وإسرائيل وكيف تم ذلك ؟
كل ما نعلمه عن حكومته القادمه انه بدأ بتشكيل طاقمه الأولي وملامحها حتى الآن لا تبشر بالخير كما أشرنا ، في فترة حكمه الماضيه
اظهر ترامب شكل مغاير للسياسة الامريكيه الماضية حيث ذهب لحسم الملفات العالقة منها نقل السفاره الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمه إسرائيل( دوله الاحتلال) قام بكسر حواجز كثيرة فى ملفات عدة ولكنه لم يطرح فكرة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى حل الدولتين .
كما اعترف بهضبة الجولان السورية بإنها جزء من دوله الاحتلال وبالتالي ذهب اتجاه حسم ملفات الصراع لصالح دولة الاحتلال الاسرائيلي.
كان يعتقد ان بذلك سينهي الصراع ولكن بالعكس قام بتسخين الجبهات حيث اعتدى على مصالح شعوب المنطقة بشكل عام.
الخطير ان ترامب خلال لقاءاته فى حملته الانتخابيه مع الجاليات اليهوديه وعدهم بتوسيع دوله الاحتلال وهذا الأمر خطير ويعني ان الولايات المتحدة ستعترف بضم الاحتلال الإسرائيلي بعض المناطق من الضفه الغربية او لبنان أو سوريا وهذا مايريده نتنياهو ومجموعه اليمين الحاكم فى تل أبيب.
ترامب قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفاره الأمريكية إليها ماهو التأثير الطويل المدى لهذة الخطوة علي عمليه السلام؟
عمليا الموقف العربي الذى جاء فى المبادره العربية للسلام فى عام 2002 وأكدت عليه قمه الرياض الاخيره كان واضحا بتأكيد عربي وإسلامي على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف ؛ وهذا يفتح تساؤل هل سيوافق الاحتلال الخروج من القدس الشرقية و هل الامريكان سيغيروا من سياستهم اتجاه هذا الأمر، اذا وافقوا على قرار حل الدولتين خاصة أن ترامب يسعى لاكمال مشروع السلام الإبراهيمي وهناك تحصين خلال قمه الرياض بإن لا سلام أو تطبيع مع الاحتلال قبل قيام الدوله الفلسطينيه وبالتالي اعتراف الولايات المتحده الامريكيه بإن إسرائيل عاصمه الاحتلال هي مشكله لعمليه السلام وعلى الامريكان ان يعيدوا هذا الأمر بترتيبات أخرى ويضغطوا على الاحتلال الإسرائيلي الذهاب لتقسيم القدس الشرقية والغربية كما كانت إذا أرادوا فعلا الوصول لحل سياسي في المنطقة واكمال مشروع ترامب السياسي دون ذلك سيفشل كما فشل في المرحلة السابقة .
هل تعتقد أن موقف ترامب من اتفاقات ابراهام شكل تحولا فى العلاقات العربية مع إسرائيل؟ وهل هناك احتمال لتطورات جديدة فى هذا السياق؟
المبادره بالسلام هي تتحدث عن قيام دوله فلسطينه ثم يتبعها عمليه تطبيع و لكن ترامب ضغط على عدة دول لتوقيع اتفاق ما أطلق عليه الاتفاق الإبراهيمي ثم اصبحت الديانه الابراهيميه تتحدث عن دمج الديانات السماوية الثلاثه تحت مصطلح الديانه الابراهيميه وسيكون القائد لهذه الديانه اليهود ولكن بغض النظر عن هذة التفاصيل اعتقد ان ترامب الان سيعود مرة أخرى لفكره السلام الإبراهيمي الذى ابتدعه ولكن اعتقد انه لا يستطيع إكمال هذه المهمه وعينه على السعوديه الا بفتح مسارات لقيام دوله فلسطينيه واعتراف الاسرائيلين بأن حق الفلسطينين بقيام دولتهم وحتى الآن هذا غير وارد لدى اليمين الحاكم فى تل أبيب هل سيضغط عليهم ترامب ام سيكون لديهم استراتيجيه أخرى هذا ما سننتظره خلال فتره الشهور الأولى من الحكم وستكون الأمور واضحة .
هل تعتقد أن حل الدولتين لا يزال ممكنا فى ظل الظروف الحاليه؛ وخاصه بعد السياسات التى تبناها ترامب؟
اذا رفضت إسرائيل حل الدولتين فانا اعتقد ان حل الدوله الواحده لن تقبل به إسرائيل لان حل الدوله الواحدة هو ان يعيش الفلسطينيين والإسرائيليين متساويين الحقوق والواجبات داخل دوله واحده واعتقد ان هذا حل استراتيجي ومهم ولكن الاحتلال سيرفض هذا الأمر.
والأمريكي حتي الان لا يفكرون خارج الصندوق فى طرح ماهو ممكن حتى مشروع صفقة القرن هي غير ممكنه تحدثت عن كيانات منفصله وهميه فى الضفة الغربية قال ترامب سموها دوله أو سموها كما تريدون وكيان آخر فى غزة
ولكن بعد حرب ال7 من أكتوبر هل يستطيع ترامب الضغط على نتنياهو للانسحاب من غزة الذى بدأ هو بتوطين جيشه بشكل كبير جدا؛
الانسحاب هل سيكون من غزة بدون مقابل بالتأكيد نتنياهو اذا وافق فى المستقبل على الانسحاب من غزة فهو يريد أن يأخذ ثمن اخر فى ضفة الغربية وهو الاعتراف بضم المستوطنات لدوله الاحتلال و مدن منفصله فى الضفه قد تصل إلى 7 مدن تتمتع بحكم ذاتي .
كيف ترى دور الولايات المتحده فى دعم حل الدولتين فى المستقبل خاصه اذا عاد ترامب أو غيره من الشخصيات للحكم؟
منذ ٢٠١٨ وما قام به ترامب إلى الان كل ذلك أنهى حل الدولتين ، و اذا اراد الامريكان ان يتحدثوا عن ذلك فى المستقبل يجب ان يكون لديهم استراتيجيه لحل الدولتين وكما أشرت الى ان حل الدوله الواحدة سيرفضة المتطرفين الاسرائيليين .
كيف أثرت الخطوات التى اتخذها ترامب مثل الاعتراف بالقدس كعاصمه إسرائيل على فرص تحقيق حل الدولتين؟
فتره ترامب سخنت الجبهة بشكل كبير جداا بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت مرحله شهدت مواجهه بشكل كبير جدا وهي التى أدت إلى ماحدث فى ال7 من أكتوبر فهو ليس وليد الصدفه وهو ذو تأثير صراع ممتد وتسخين ممتد من الادارات الامريكيه المختلفة وقد حظرت السلطه فى عده مؤتمرات ان مايحدث هو تسخين للجبهات
بشكل عام سياسات ترامب لم تهدئ الوضع بالشرق الأوسط ولكن بالعكس هي التي ساعدت فى وضع الزيت على النار لاشتعاله فى وقت لاحق ، وهي احدى دوافع السابع من أكتوبر.
هل تتوقع أن يكون هناك تأثير لاستراتيجيه ترامب فى الشرق الاوسط على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فى المدى القريب؟
انا استبعد خلال الفتره القادمه ان يكون هناك حل لعمليه السلام خاصه ان ترامب يأتي برؤية محدده تقل عن قيام دولة فلسطينية و
العرب لن يقبلوا بأقل من قيام دوله فلسطينيه وسيكمل اربع سنوات ثم يذهب دون تحقيق ذلك سيكون هذا الحمل على اى رئيس أمريكي قادم اذا اراد ان ينهي الصراع فى المنطقة.
ولكن فى ظل وجود يمين متطرف داخل دوله الاحتلال لن نجد امل لعمليه السلام ونرى ان التصريحات التي تأتي من نتنياهو وبن غفير وسيموتريتش برغبتهم بضم الضفة الغربية لدوله الاحتلال نحن نتحدث عن صراع ديني ممتد ونتنياهو غير اسم هذه الحرب من السيوف الحديدية إلى معركه يوم القيامة وهذا مايجعلنا نخشى ان تستمر الحرب ويقتل الأبرياء غزه ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من دول في المنطقة .
فى رايك ماهي العقبات الرئيسية التى تحول دون إنهاء حرب غزة وكيف يمكن للمجتمع الدولى ان يساهم فى إيجاد حل دائم؟
اعتقد ان ترامب سيقوم بخلط الأوراق بشكل كبير جدا دون حسم اي ملف وسيأتي رئيس أمريكي قادم ليكمل دور المراوغة الأمريكية .
المشكله تكمن فى الدوله العميقة داخل الولايات المتحده الامريكيه والتي تقدم لنا وجه ناعم ممثل بالديمقراطيين احيانا الذين يبتسمون لنا ويطعنونا فى نفس الوقت .
أو وجه جاهم مثل الجمهوريين الذين يقومون بمحاربتنا وقتلنا بشكل واضح .
كلاهما يخدمون ماتريده الدوله العميقة بالولايات المتحده الامريكيه؛ واذا اضطرت ان تتخلى عن معتقدها الخاص
وخاصه ان اغلب المقيمين داخل الولايات المتحدة يؤمنون بما يفعلون من خلال دعم للاحتلال فيما يعتقدون أن ما يحدث هو تجهيز إلى المعركه الكبرى معركة هرمجون و بالنسبه لليهود هي معركه المخلص، ويدعمهم في هذا التوجه ساسة كثيرون داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
هل تعتقد أن إدارة ترامب اسهمت فى تعزيز التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فتره حكمه؟
بغض النظر ان هناك ١٤٣ دوله تعترف بفلسطين ولكن حتى الآن لا يوجد حل دولى لحل الدولتين لان قرار التقسيم عام 47 أقر بتقسيم فلسطين إلى دوله عربية على 46% من ارض فلسطينيه تاريخيه و 52% دوله لليهود و2% منطقة القدس و العالم تجاوز هذا القرار عندما اعترفوا بدوله الاحتلال بعد أن احتلت 78% من ارض فلسطين عام 1948.
اليوم لو تحدثنا عن دوله فى الضفة الغربية والقدس وغزة فهي غير متصله للاسف وحتي ان يكون هناك كيان كامل يجب أن يعاد التقسيم بحيث تكون الدوله الفلسطينيه متصلة من خلال أحداث عملية اتصال جغرافي بين الضفة الغربية و وصلها بجزء من النقب باتجاه غزة وتصبح هذا هو كيان الدوله الفلسطينيه ، مع تبادل اراضي لضمان الوصول لحل يقنع المحتلين ، واعتقد أن هذا افضل الحلول .
في الختام، يبقى تأثير سياسات ترامب على قضية حل الدولتين محل جدل واسع. فقد عززت بعض قراراته الانقسامات وأثارت قلقًا حيال فرص السلام المستدام في المنطقة، بينما يرى آخرون أن تحركاته قد تكون جزءًا من إعادة التفكير في النهج التقليدي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وبينما تواصل الأوضاع السياسية في المنطقة تطورها، تبقى قضية حل الدولتين قضية معقدة، تحتاج إلى رؤية جديدة ودعماً دولياً متكاملاً لتحقيق تسوية عادلة ودائمة. يبقى الأمل في أن تأتي الأجيال القادمة من السياسيين بخطط تتجاوز العقبات الحالية نحو تحقيق السلام المنشود