كتبت : نورا اشرف
قامت صباح اليوم الأربعاء ,الدكتور أحمد الطيب فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر, بزيارة لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية , لتهنئة قداسته بمناسبة اعياد الميلاد هو وكل الاخوة المسيحيين .
وقال الإمام الأكبر في بداية اللقاء , يسرني ويسر الوفد الأزهري ان اتقدم الى قداستكم وإلى جميع الإخوة المسيحيين بخالص التهنئة , وان يكون هذا العام عاماً سعيداً علي الناس اجمعين , كما يؤكد ان تبادل التهنئة والزيارات تعكس المحبة والمودة فيما بيننا ومدا عمق العلاقات التي تجمع المصريين من مسلمين و مسيحيين وتماسكهم في نسيج وطني ومحبة وسلام فيما بينهم.
أشار شيخ الأزهر إلى ما يحدث علي ارض فلسطين , و وصفه ان ما يحدث على الأراضي الفلسطينية وما يتعرض له شعبها لم يعرفة تاريخ البشاعات ولا الشناعات ولا الجرائم من قبل , مؤكدا أن ما يحدث لا يمكن أن يسمى حرب ؛لأن الحرب تكون بين طرفين بينهما متكافئين , ولكن ما نراه في فلسطين ما هو الا ابادة جيش مسلح مدجج باعتي الاسلحة لمواطنين أبرياء و اكثرهم من الاطفال والنساء , فما نراه منذ أكثر من ثلاثة أشهر وحتى اليوم ما هو إلا ارهاب صريح , وقتل وكراهية , وابادة جماعية وتطهير عرقي , واستباحة دماء المواطنين الابرياء امام عجز عالمي مخز .
واكمل شيخ الازهر حديثة باننا نحن المؤمنين بالدين مسؤولين ولدينا واجب أمام الله في حق الدفاع عن الفلسطينيين الابرياء , و واقف هذا العدوان الاسرائيلي الدموعي و خصوصاً بعد ما رايناه من تخاذل في دعم الشعب الفلسطيني , كما شاهدنا ايضا وعي جماهيري في جميع انحاء العالم بحقيقة ما يحدث , وخروجهم إلى الشوارع والميادين للتظاهرات للتعبير عن رفضهم عن ما يقوم به هذا الكيان الصهيوني المغتصب في حق الفلسطينيين الابرياء , واقتراحه فضيلة الإمام عن إنشاء لجنة مشتركة تجمع والأزهر والكنائس المصرية , لمتابعة ما يحدث في غزة لحظة بلحظة طوال الوقت , و الوقوف كايد واحدة و الخروج بصوت واحد منادي بوقف هذا العبث والحقد والقتل و الارهاب وإنقاذ ابرياء فلسطين .
كما شدد شيخ الأزهر , على أن الأمر في فلسطين جلل وخطير جدا , خاصة ما نراه من محاولات تطبيع واستساغة لمشاهد قتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب , والذي وصلت أعداد الشهداء الى اكثر من 22 الفاً , منهم أكثر من 9 آلاف طفل و 6 آلاف امرأة من بينهم نساء حوامل , مؤكد اننا لسنا دعاه حرب او كراهية , ولكننا نحاول اوقافهم و نساند الطرف الذي يمارس ضده أبشع الجرائم , مؤكدا على أن ما يقوم هذا الكيان من مذابح و مجازر مرفوض في كل العقائد وتدينه , وان الاسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ , وحتى الاعداء علي الحيوان , ومنع المس بأي شخص ما دام لم يوقع منه إيذاء , وجعل الجهاد موجها لمن يقومون بالعدوان فقط , مؤكدا علي انه لم يتصور أي دين يبرر ما يتعرض له الابرياء في غزة من ظلم وقهر على يد ذلك الاحتلال المغتصب .
ومن الجانب الآخر , عبر قداسة البابا تواضروس عن سعادته بتجديد اللقاء وأواصر المحبة بين وفد الازهر و وفد الكنيسة الارثوذكسية , واستمرار الاخوة فيما بينا مسيحيين ومسلمين , متمنيا لمصر الحبيبة مستقبل أفضل , مؤكد ان هذا اللقاء يبعث الفرح لدى كل فئات الشعب المصري .
أوضح البابا تواضروس , علي ان الانسان يجب ان يكون صانع سلام اينما يكون , بدءاً من توازنه النفسي و شعوره بالارتياح , وما يدفعه لصناعة السلام و نشرة في كل المجتمعات حوله , مشيراً إلى ما نراه في فلسطين هو غياب الانسانية بكل صورها , ورفض الأذان عن كل دعوات وقف العدوان و تسهيل دخول المساعدات الانسانية , وظهور ادعا الدول الذي جعلت ريادتها هي التقدم الحضاري و رعاية حقوق الإنسان , هي نفسها التي ظهرت تعمداً واصراراً على ارتكاب ابشع الجرائم في حق الأبرياء في فلسطين .
واظهر قداسة البابا تواضروس ترحيبه بمقترح فضيلة الإمام الأكبر , وإنشاء لجنة مشتركة في بيت العائلة المصرية تجمع ممثلي الأزهر الشريف و مختلف الكنائس المصرية , لمتابعة الوضع في غزة ونادي بصوت واحد يعبر عن الرفض للعدوان و الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني .
وكان الموفد الازهري المرافق لفضيلة الامام الاكبر وفد رفيع المستوى , يشمل كل من : وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني , ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام , ورئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود , و الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور عباس شومان , الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد , و رئيس قطاع المعاهد الازهرية الشيخ ايمن عبد الغني , و نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الدراسات العليا والبحوث الدكتور محمود صديق , و الدكتور محمد ابو زايد الامير . والدكتور التي خضر رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر , والمستشار محمود ابراهيم , والمستشار القانوني لقطاع المعاهد الأزهرية ومجمع البحوث الإسلامية .