كتبت : سهيلة سعيد
شهدت مختلف المحافظات في السنوات القليلة الماضية، عدة جرائم قتل ارتكبها قُصّر، راح ضحيتها الكثير من الأطفال، فكان سن المتهم بالقتل لم يكن العامل الوحيد المشترك في هذه الجرائم، بل كان هناك عامل مشترك أخر وهو أن جميع "جرائم القصر" ارتُكبت باستخدام الأسلحة البيضاء أو الخنق والضرب، حيث تصدر بعضها مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة وأثار حالة من الجدل.
وفي هذا السياق نستعرض أبرز "جرائم القصر" التي هزت الرأي العام خلال السنوات الماضية:
الطفلة زينة
قبل 6 سنوات، شهدت محافظة بور سعيد حادث أحزن قلوب الملايين، وهو حادث مقتل الطفلة "زينة"، حيث اختطفها حارس عقار وعاطل، كلاهما لم يتخط الـ 18 عام، وقت وقوع الحادث، وذلك أثناء خروجها من شقة سكنية بمدينة بورسعيد.
وصعد الاثنان بها إلى سطح العقار، وألقى الأول الطفلة على سريره ومزق ملابسها ثم حاول التعدي عليها، ولكن الثاني الذي كان ينتظر بالخارج أبلغه أن السكان يبحثون عن الطفلة، فألقيا بها من الطابق الحادي عشر، ونزلا يبحثان عنها مع الأهالي، كأنهما لن يفعلا شيئا.
وتم القبض عليهم بعد أكثر من عام ونصف، وقام النائب العام بإحالتهما إلى محكمة الجنايات ''أحداث''، التي أسدلت الستار على القضية، وقضت بحبس المتهمين 15 عامًا، والمتهم الأول 5 أعوام أخرى في قضية سلاح وبلطجة.
الطفلة جنى
بدأ الحادث أثناء سير الطفلة "جنى" التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات، بجوار زراعات قرية السقارية، بمركز المنشاة محافظة سوهاج، اختطفها الطفل يوسف والذي كان عمره 15 سنة، وقام بالإعتداء عليها جنسيا ثم قتلها خنقًا.
وتم القبض عليه، وأثناء التحقيق معه قال المتهم في اعترافاته، إنه بمجرد انتهائه من مشاهدة فيلم إباحي، لمح الطفلة "جنى" تسير في منطقة خالية من المارة فرشقها بحجر، وعندما سقطت أرضًا، حملها الى أرض زراعية، واغتصبها ثم خنقها بواسطة بنطلون حتى نفذت انفاسها الأخيرة.
الطفلة رودينا
بدأت الجريمة حيت كان المجرم "حسان" الذي كان يبلغ من العمر 17 سنة، يقف أمام مسكنه بقرية "مصطاي" بقويسنا في المنوفية، وعندما شاهد الطفلة رودينا التي كان عمرها "5 سنوات" تلعب في الشارع، فتوجه نحوها واستدرجها إلى منزل والديه الخالي من ساكنيه، بدعوى اللعب بهاتفه المحمول الخاص به.
وبمجرد دخولهما المسكن، حاول حسان اغتصاب الطفلة، لكنها صرخت، فحطم رأسها بـ "حجر" وذبحها بسكين، وأخفى جثتها في "سحارة كنبة" بالمنزل، بمساعدة والده تمهيدًا للتخلص منها.
وقضت محكمة قويسنا بالمنوفية، بحبس والد القاتل بالحبس المشدد مع الشغل، لمساعدة ابنه في إخفاء الجثة، ولم تصدر المحكمة حكمها على الابن حتى الآن.
البنا وراجح
تعد هذه القضية، من أكثر القضايا التي شهدت إثارة الجدل وشغلت الرأى العام وقت تحقيقات النيابة العامة، وكانت بداية القصة الحزينة والتى سطر بطولتها شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، تمسك بالمبادئ والقيم، محاولًا الحفاظ على كرامة فتاة، تحرش بها شاب جامعي، وكانت عقوبة هى القتل بدم بارد.
وبدأت الجريمة عندما اتفق محمد راجح مع ثلاثة من أصدقائه، على قتل محمود البنا، انتقامًا منه لمنعه من معاكسة الفتاة، وتسلح المتهمون بمطاوي وعبوات حارقة، ثم تربصوا للشاب وترقبوه حتى أتيحت لهم فرصة الانتقام، فهاجموه وتركوه جثة هامدة.
وهرول عدد من المواطنين للدفاع عن محمود البنا ومنع المتهمين من قتله، إلا أنهم واجهوهم من خلال "رش مادة حارقة" في وجوههم، وبعد انتهاء المتهمين من جريمتهم البشعة فروا من مكان الواقعة.
وبعد ساعات من الواقعة، نجحت أجهزة الأمن في ضبط المتهمين الأربعة، وأصدر النائب العام قرارًا بإحالة المتهم محمد أشرف راجح و3 آخرين محبوسين إلى محاكمة جنائية عاجلة، لاتهامهم بقتل المجني عليه "محمود البنا" عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.