كتب : فايزفوزى
أجرى وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية الصيني جولتين من المحادثات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يومي الخميس والجمعة.
واتفق الجانبان على العمل معا من أجل عقد اجتماع بين رئيسي الدولتين في سان فرانسيسكو.
وقال وانغ إن الوضع الدولي الحالي يمر بتغيرات واضطرابات، والعلاقات الصينية الأمريكية أيضا في مفترق طرق حرج.
وأضاف أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم وعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تواجهان مهامهما التنموية فحسب، بل تواجهان أيضا تحديات مشتركة.
وذكر وزير الخارجية الصيني أن الصين تعتقد دائما أن المصالح المشتركة للدولتين تفوق خلافاتهما ونزاعاتهما، وأن نجاحهما يمثل فرصة وليس تحديا لبعضهم البعض، وأن السبيل أمام الدول الكبرى للتعايش يجب أن يكون الحوار والتعاون وليس لعبة محصلتها صفر.
وأضاف أن الصين ترى أنه يجب على الصين والولايات المتحدة إعادة علاقاتهما إلى مسار التنمية السليمة والمطردة في أقرب وقت ممكن، بما يعود بالفائدة على البلدين وكذلك العالم.
وقال وانغ إن المنعطفات والتقلبات في مسار العلاقات الصينية الأمريكية هذا العام تقدم تجربة يمكن تلخيصها ودروسا يمكن استخلاصها أيضا.
وقال إن الأهم من ذلك هو أنه يتعين على الجانبين الالتزام بـال"خمس ضروريات" التالية : يجب على الجانبين الالتزام بالتفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين؛ ويجب عليهما تحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية؛ ويجب عليهما إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة؛ ويجب عليهما إدارة الخلافات والنزاعات والاحتكاكات بشكل ملائم؛ ويجب عليهما تعزيز التعاون متبادل المنفعة.
وقال وانغ إنه من أجل تحقيق الاستقرار وتعزيز تحسين العلاقات الصينية الأمريكية، يتعين على الجانبين أن تكون لديهما وجهات نظر موضوعية بشأن النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض، وأن يتعاملا بشكل صحيح مع العوامل التنافسية في التبادلات بين البلدين، وأن يحددا مفهوم الأمن القومي.
ومن جانبه، قال بلينكن إن الولايات المتحدة والصين حافظتا على الاتصالات والتفاعلات في الشهور الأخيرة، وأجريتا مناقشات صريحة وبناءة أسفرت عن نتائج إيجابية.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة تريد علاقات مستقرة ومستدامة مع الصين، وأنها مستعدة لتعزيز الاتصالات مع الجانب الصيني، ومنع الحسابات الخاطئة، ومناقشة التعاون في المجالات التي تحتاج إلى تعاون، وإجراء الاستعدادات الجيدة للمرحلة التالية من الارتباطات رفيعة المستوى.
وفي غضون الأيام القادمة، سيعقد الجانبان مناقشات منفصلة بشأن الشؤون البحرية، والحد من التسلح، ومنع الانتشار النووي، والسياسات الدبلوماسية. كما سيعقد البلدان أيضا اجتماعا للتنسيق بشأن قضايا تتعلق بالسياسات تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يتطلعان إلى توقيع مذكرة تفاهم بخصوص التعاون لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما اتفق الجانبان أيضا على تسيير مزيد من رحلات الركاب المباشرة بين البلدين.
وتبادل وانغ وبلينكن وجهات النظر بشأن قضايا دولية وإقليمية، من بينها الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وذكر وانغ أن الأمر الأكثر إلحاحا الآن هو منع وقوع كارثة إنسانية على نطاق أوسع، وأن الطريق الأساسي للخروج من هذا الصراع هو حل الدولتين. وأضاف وزير الخارجية الصيني أنه يتعين على الدول الكبرى أن تظل هادئة وموضوعية وتدعم العدالة، بينما يتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دورها الواجب.
وأوضح وانغ أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتفعيل آلية لتعزيز السلام، ولبناء توافق دولي أوسع بشأن تنفيذ حل الدولتين، ولمناقشة تقديم ضمانات دولية أكثر فعالية.
وقال بلينكن إن الحفاظ على السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط يصب في مصلحة جميع الأطراف، مضيفا أن الجانب الأمريكي يشاطر وجهة النظر القائلة بأن هناك حاجة للعودة إلى تنفيذ حل الدولتين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، من بين قضايا أخرى.