كتبت : سلمى محمد جابر
بحثت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مع أكسل وابنهورست، السفير الأسترالي في القاهرة، التعاون الثنائي في عدد من الملفات البيئية، خاصة في مجال تغير المناخ والتنوع البيولوجي والسياحة البيئية وإدارة المخلفات والحد من التلوث البلاستيكي.
وكل ذلك جاء بحضور السفير رؤوف سعد مستشار وزيرة البيئة للاتفاقيات متعددة الأطراف.
وأشاد السفير الأسترالي بنجاح مؤتمر المناخ COP27 تحت الرئاسة المصرية والنتائج المثمرة له، وحرص أستراليا على المشاركة في هذا الحدث الهام، وتوقيع عدد من الشركات الأسترالية اتفاقيات في مجال الطاقة الخضراء خلاله، حيث أكدت وزيرة البيئة أن المؤتمر كان مجهود جماعي يهدف لربط العمل متعدد الأطراف بالاستدامة، وكان فرصة لدعم التعاون الثنائي بين مصر ومختلف شركاء التنمية.
ولفتت وزيرة البيئة إلى الدور الهام الذي لعبته أستراليا في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15، والذي احتل أهمية كبرى بتطلع البلدان نحوه للخروج باطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠، وأيضا النظام الجديد للتنوع البيولوجي واعلان ٣٠٪ من المناطق محمية بحلول ٢٠٣٠، مشيرة إلى ايمان مصر بضرورة الربط بين المناخ والتنوع البيولوجي، مما جعله أحد أهم الموضوعات التي تم طرحها خلال مؤتمر المناخ COP27، وإطلاق مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة لربط جهود مواجهة آثار تغير المناخ بصون التنوع البيولوجي، والتي يتم حاليا تنظيم جلسة تشاورية حولها برئاسة مشتركة مع ألمانيا بمشاركة ١١ دولة لبحث آليات المضي قدما فيها.
وبجانبه، أشاد السفير الأسترالي بمبادرة الحلول القائمة على الطبيعة، وتطلع بلاده لمخرجاتها، مشيرا إلى اهتمام بلاده بالتعاون مع مصر في مجال ادارة المحميات البحرية، والسياحة البيئية كمجال واعد يحقق الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، واستخدام الطحالب البحرية في تدوير البلاستيك وذلك من خلال التعاون مع الوكالة البحثية العلمية الأسترالية CSIOR لإيجاد التطبيقات المناسبة، بالإضافة إلى الهيدروجين الأخضر.
واشارت وزيرة البيئة أهمية التعاون في مجال بحوث تدوير البلاستيك، خاصة بعد اعلان مصر للاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، واعلان سياسة المسئولية الممتدة للمنتج للمخلفات البيلاستيكية في إطار قانون إدارة المخلفات، والبحث عن البدائل المناسبة للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وفي مجال السياحة البيئية، أشارت الوزيرة لإنجاز كبير للحكومة المصرية بإصدار التراخيص لأول مرة للمنتجعات البيئية من خلال وزارة السياحة، والتي تعد خطوة فارقة في التوسع في هذا النوع من المنتجعات ونشر السياحة البيئية في مصر.
وأكد السفير الأسترالي أن السياحة البيئية مجال واعد للتعاون بين مصر وأستراليا كأحد انواع السياحة التي يهتم بها السائح الأسترالي، مبديا تطلعه للتعرف على المزيد من المعلومات عن السياحة البيئية في مصر، حيث قدمت له الوزيرة كتيبا عن ١٣ منطقة سياحية بالمحميات الطبيعية في مصر، موضحا به ما يمكن ممارسته بها من أنشطة وما يقدمه السكان المحليين من عادات ومنتجات وتراث في هذه المناطق، والذي يعد جزء أصيل من تجربة السياحة البيئية، مؤكدة أن مصر تدخل مرحلة جديدة حاليا بالشراكة مع القطاع الخاص فى بناء وتصميم وإدارة المنتجعات البيئية في المحميات الطبيعية، بشرط أن يكون السكان المحليين شريك أساسي وتوفر لهم فرص عمل، كما شاركت الوزيرة السفير رابط لتقنية واقع افتراضي لهذه المناطق والتجارب التي يمكن اختبارها بها.
كما ناقش الجانبان رؤى وخطوات الحكومتين المصرية والاسترالية نحو مواجهة آثار تغير المناخ والحد من الانبعاثات والتوسع في الطاقة المتجددة، حيث أكد السفير الأسترالي أن مصر بجهودها المتواصلة في الانتقال العادل للطاقة ستقدم نموذجا للعالم في التحول للطاقة الخضراء.
وأكدت وزيرة البيئة أن مصر خلال رحلتها للتحول الأخضر تعتمد إلى جانب الطاقة الخضراء على السياحة البيئية كمجالات واعد بالشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير إدارة المخلفات، حيث تم إصدار اول قانون لإدارة المخلفات في مصر، وإصدار الحوافز للاستثمار في المخلفات وتحويلها إلى طاقة، وتوفيق أوضاع القطاع غير الرسمي كشريك أساسي في منظومة إدارة المخلفات، بمنحه مسميات وظيفية في بطاقة الرقم القومى بالتعاون مع وزارة القوى العاملة، وتوفير التأمينات الاجتماعية له، موضحة أن التحول الأخضر في مصر لا يتم على مستوى الحكومة فقط ولكن بمشاركة القطاع الخاص وخاصة الشركات الناشئة التي تلعب دورا هاما في تحقيق هذا التحول.
ودعت الوزيرة السفير للقيام بجولة في أحد مصانع تدوير المخلفات كنموذج للاستثمارات الضخمة التي وضعتها الدولة في إنشاء البنية التحتية للمنظومة.