كتبت / سلمى محمد
انطلقت أعمال المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الخامسة والخمسين بمشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور والذي يعقد في تونس خلال الفترة من 18 إلى 20 مارس الجاري.
وقال وزير التعليم العالي، في كلمته خلال المؤتمر، عن سعادته لمشاركته في المؤتمر الذي يتزامن مع العيد الوطني بجمهورية تونس الشقيقة بمناسبة حصولها على استقلالها، موجهًا الشكر لاتحاد الجامعات العربية على تنظيم هذا المؤتمر الذي يعكس التزامهم بتعزيز أواصر التعاون والتواصل بين الجامعات العربية، ويعُد فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة وتحديد الخطط المستقبلية للتعليم العالي في العالم العربي.
وأشار إلى أن محور التحول الرقمي في مجال التعليم العالي شهد تحولًا عميقًا في الطريقة التي نعيش ونعمل ونتعلم بها، حيث تؤدي التقنيات الرقمية إلى تعزيز القدرات البحثية لمؤسسات التعليم العالي من خلال تمكين الباحثين من الوصول إلى البيانات وتحليلها، والتعاون مع الزملاء عن بُعد، واستخدام الأدوات والبرامج المتطورة، والمساعدة في إتمام المهام الإدارية الروتينية ومساعدة أعضاء هيئة التدريس والموظفين على التركيز على الأنشطة الاستراتيجية، وتزويد الطلاب بتجربة تعليمية أكثر جاذبية مثل عمليات المُحاكاة عبر الانترنت والمُختبرات الافتراضية ومحتوى الوسائط المتعددة، كما يمكن أن توفر الأدوات الرقمية بيانات لحظية عن المستوى الفعلي للطلاب واهتماماتهم مما يُساعدهم على تحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى دعم إضافي، وكذلك تمكين الباحثون والمعلمون من التواصل مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم، وتبادل المعرفة والتعاون في المشروعات البحثية، للمساعدة في التوصل لرؤى واكتشافات جديدة، ومساعدة المؤسسات على جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، بالإضافة إلى تمكيّن المؤسسات من تقديم فرص تعليمية وبحثية مرنة، مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والتدريب عن بُعد، والمؤتمرات الافتراضية.
وصرح أن ذلك يمكن أن يساعد المؤسسات في الوصول إلى جماهير جديدة وتوفير فرص للتعلم مدى الحياة، وتوفير رؤى قيمة حول تعلم الطلاب ونتائج البحث، وتمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات حول تصميم البرامج التعليمية والدورة التدريبية وربطها بسوق العمل ومبادرات البحث والتخطيط الاستراتيجي.
وتحتضن جامعتا "المنستير" و"سوسة" في تونس فعاليات المؤتمر، بحضور عدد من وزراء التعليم العالي بالدول العربية، بمشاركة نحو 200 رئيس جامعة من مختلف الدول العربية الشقيقة والجامعات المصرية.
وتقام على هامش فعاليات المؤتمر مجموعة من الجلسات النقاشية، والتي ستتناول جلسة متخصصة لعدد من وزراء التعليم العالي، لمناقشة موضوع التحول الرقمي في التعليم العالي"تجارب ونظرة إلى المستقبل"، كما ستتناول جلسة أخرى المشاركة الطلابية ودور الطلاب في حوكمة الجامعات.
وجدير بالذكر أن اتحاد الجامعات العربية يضم 390 جامعة ومؤسسة تعليمية عربية، وتأتي هذه الدورة في إطار تعزيز أواصر التعاون بين الجامعات العربية، مما ينعكس إيجابيًا على منظومة التعليم العالي في جميع الدول العربية، لزيادة قدراتها التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما تأتي هذه الاستضافة في ظل الاهتمام بمحور التعليم العالي العربي، إيمانًا بأهميته في ظل المتغيرات المتنامية التي يشهدها العالم في كافة المجالات ممّا يشكّل مسؤولية أكبر للجامعات لإعداد طلبة قادرين على الاستجابة لهذه المتطلبات، إضافة إلى تطوير البحث العلمي الذي أصبح مقياسًا لتطور الدول.
وتسعى الدورة إلى توحيد معايير التعليم والتدريب، وتسهيل الإجراءات الخاصة للاعتراف بالشهادات الجامعية ومعادلتها، بما ينعكس على تسهيل التنقل والتبادل الأكاديمي للمدرسين والطلاب والإداريين بين الجامعات الأعضاء.