بقلم الدكتوره / نورهان طلبه
حين كان الخوف دليلاً لقلبي تبعثرت خطواتي وفقدت جزء من روحي في غرفة مظلمة كل يوم ، وددت أن أخبرهم أن قلبي ليس بخير ولكن هنا الكل يدور في فلكه ويغني علي ليلاه !
لم أكن أعلم حينها أن القدر له رأي آخر ، وأن ماقدّر حدوثه كان خير شاهد ودليل علي أن المرء منا قد يفترسه القلق كل لحظة بغير شفقة منه، وأننا نستهلك نصيبًا كبيرًا من القلق دون جدوي وكأننا نودع لحظات الطمأنينة إلي الانهائيه ومابعدها .
ننسي ترتيبات الله المؤكده مُسبقًا ونسلم الزمام للعقول وكأن قبطان السفينة هو نفوسنا ،ولو للحظة تأملنا قليلاً في مُعطيات الأمور سندرك أن الرياح حين تأتي بما لانشتهي لن ينقذنا منها ومن الغرق سوي التمسك بيقين أن مانرجوه هو الوصول سالمين مُطمئنين حتي ولم نجد مانريد !
يكفينا أننا لم نضل الطريق وحُسبنا أن القلب لم يفقد بوصلته .
وددت أن أخبر الكل كيف يتمسك بأوقات سعادته حتي لو كانت خاصه وبسيطه ، كيف يخلق جناحات من الأمل ثم يحلق بها بعيدًا عن عالم الكآبه ، لو كان بيدي حيلة لرسمت البسمه علي كل قلب تألم في صمت ، اللحظات الدافئه يصمت لها القلب في خشيةويتمني أن يمكث في محرابها طويلاً . تمسكوا بالأحلام والأمنيات البيضاء فكثيرًا ماتكون ملاذًا في دنيا قاسيه الملامح وأحيانًا تشفع لنا النوايا الطيبه حين لم يكن المسار كما أردنا .
"من يفتقد يُدرك "
هذه قاعده نورهانيه من طراز خاص ، كيف يكون الإدراك ؟
لا أخفيكم سرًا أن النفوس تُعلن حروبًا صامته حين تفتقد وحين تجد ماتفتقده أمامها ولكنها لا تمتلك سبيل إليه ، تشتهيه ولاتصل إليه ولا يصل إليها ، المشكله في نوع هذا الفقد وهل كل مافقدناه سيتم تعويضه حقًا أو بالأحري ننساه مع توالي الأياموهنا تأتي الإجابه، قد نتعايش معه ، نتقألم في وجوده ..
لكن أن ننسي مستحيل أبدًا ، نبتعد ثم يأتي موقف يُشعل النيران في العقل ، يهُزم المرء بما يُحب ويفتقده .قد نبذل أضعافًا مضاعفًه لتعويض نقص ما وفي لحظة
نفتقد فيها هذا الشعور نعود لنقطة الصفر مجددًا .
أعان الله كل فقيد فيما فقده ولم يجد في الدنيا مأرفًا
يطمئن به ومنه وأورث قلوبًا تألمت ولازمها الصمت السكينة
والإطمئنان .