recent
أخبار ساخنة

جهاد المماليك ضد أعداء الإسلام

الصفحة الرئيسية

كتب / محمد الخولى 

دائما  ما نجد العديد من القوي علي مدار التاريخ الاسلامي يكنون العداء للإسلام والمسلمين ، ويحاولون دائما محاربة المسلمين وغزو ديارهم، من أجل القضاء على المسلمين ودينهم وحضارتهم.

وقد كان للمسلمين ردود حاسمة ضد اعدائهم الغزاة المعتدين، وفي كل حقبة زمنية من التاريخ الإسلامي، كان هناك دولة إسلامية تقف في وجه هؤلاء المعتدين.

من ضمن الدول التي حاربت المعتدين على ديار الإسلام وتصدت لهم دولة المماليك في مصر والشام.

دائما ما نري البعض البعض يهاجم المماليك، ويصورهم بطريقة غير جيدة، إلا أن المماليك كان لهم دور عظيم في حماية المسلمين، والتصدي للغزاة وحماية الأراضي المقدسة ( الحجاز وبيت المقدس).

تولى المماليك مسئولية العالم الإسلامي بعد انهيار الدولة الايوبية ، وقد كان في ذلك الوقت ينتظر العالم كله ، وليست البلدان الإسلامية فحسب، خطر عظيم ،ألا وهو خطر المغول الذين جاءوا من غرب آسيا يريدون غزو العالم كله.

لم يكن أمام المغول سوي مصر وبلاد الحجاز واليمن وبعدها يبتلعوا العالم الإسلامي كله ، بعد احتلالهم للعراق والشام.

في ذلك الوقت وصل المماليك إلى سُدة الحكم في مصر، وفي عام ١٢٦٠م وجه القائد المغولي هولاكو تهديد للسلطان المملوكي المظفر سيف الدين قطز.
قرر قطز أنه سيحارب المغول بكل ما أوتي من قوة وتوجه نحو فلسطين بقواته، واشتبك مع المغول في موقعة عين جالوت عام ١٢٦٠م ، وانتهت بإنتصار المماليك، وبهذا قد يكون المماليك استطاعوا صد الخطر المغولي عن الديار الاسلامية وعن العالم أجمع.

وبعد المظفر قطز يأتي دور الظاهر ركن الدين بيبرس (١٢٦٠-١٢٧٧) الذي استطاع التصدي للمغول في بلاد الشام ودحر خطرهم.

وقد وضع بيبرس صوب عينيه تطهير البلاد الإسلامية من بقايا الغزو الصليبي في بلاد الشام ، فكان جهاده ضد الصليبيين، فبدأ يجاهد من أجل تحرير امارات: انطاكية، وطرابلس الشام ، وجزء متبقي من مملكة بيت المقدس.
وبعد مناوشات عديدة مع الصليبيين، استطاع الظاهر بيبرس تحرير انطاكية عام ١٢٦٨، واستطاع بيبرس الانتصار على الصليبيين في عدة معارك حربية.

وقد استطاع الظاهر بيبرس إعادة القوة والسيطرة للمسلمين بعد انتصاراته ضد الصليبيين في الشام، وعند وفاته لم يكن يتبقي للصليبيين سوى عكا وصور وصيدا وجبيل وطرسوس وكلها كانت مدن ساحلية.

وبعد وفاة بيبرس تولي ولديه: السعيد محمد بركة، والعادل زين الدين سلامش واللذان لم يكونا على درجة عالية من الكفاءة تؤهلهما لمواصلة الجهاد والتصدي لخطر المغول الذي كان مازال قائما ، فآل الحمم إلى المنصور قلاوون، الذي استكمل مسيرة الجهاد بعد السلطان الظاهر بيبرس.

واستغل المغول الفوضى في بلاد الشام، وقاموا بمهاجمة مدينة حلب، إلى أن السلطان قلاوون كان قد خرج على رأس جيش من مصر، وأدى هذا الى انسحاب المغول سريعا، واستطاع السلطان قلاوون إحراز نصراً عليهم.

بعد تحقيق قلاوون انتصارا على المغول، استدار للصليبيين على سواحل بلاد الشام، فشرع في الجهاد ضد الصليبيين في بلاد الشام ، واستطاع تحرير طرابلس الشام عام ١٢٨٩م.

واصل الأشرف خليل بن قلاوون جهود والده ، واستأنف الجهاد ضد الصليبيين ، وقام بحصار عكا عام ١٢٩١م، واستطاع دخولها بعد حصار دام أكثر من أربعين يوما.

وبعد عكا سيطر على صور، وصيدا، وحيفا، وانطرسوس.
نستطيع أن نقول أن في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي قد تم تصفية الوجود الصليبي في بلاد الشام ؛ بفضل جهاد سلاطين دولة المماليك.

عاد المغول مرة أخرى الي اقتحام الديار الإسلامية، وقد أعلنوا اسلامهم في ذلك الوقت إلا أنهم كانوا قد أشبه بالغزاة المدمرين، ولكن السلطان الناصر محمد بن قلاوون استطاع الإنتصار عليهم في معركة شقحب عام ١٣٠٣م 

لم يتوقف الجهاد المملوكي عند هذا الحد بل ما زال الجهاد مستمراً، عندما خرج الصليبيين من بلاد الشام، اتخذوا من من جزيرة قبرص مقرا لهم ؛ للإغارة على السواحل الإسلامية ، وتمادوا عندما قام ملك قبرص بطرس الأول بإحتلال الإسكندرية وأقام بها المذابح عام ١٣٦٥ ، ومن ثم تكررت محاولات غزو الإسكندرية ، ومارسوا القرصنة على السواحل المصرية، وجاء الرد من السلطان الأشرف سيف الدين برسباي ، حينما بادر بمهاجمة قبرص ، واستطاع الاستيلاء عليها بشكل كامل عام ١٤٢٦م، وسيق ملك قبرص أسيرا إلى الأشرف برسباي في القاهرة.

كما كان للماليك دورا عظيما في حماية السواحل الاسلامية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي من البرتغاليين الذين حاولوا اقتحام سواحل بلاد الحجاز، واحتلال المدينة المنورة. 

هذه هي دولة المماليك البحرية والبرجية التي حملت على عاتقها حماية الأراضي الاسلامية ، وحمل راية الجهاد ضد أعداء الإسلام.
google-playkhamsatmostaqltradent