بقلم /محمد أبو حبشي
كاتب وباحث في علم المصريات ومؤسس فريق حراس الحضارة للوعي الاثري وكاتب بجريدة كاسل للحضارة والتراث وكاتب بجريدة جورنال 24 وأمين لجنة دعم السياحة والاثار بالاتحاد الوطني للقيادات الشبابية عن محافظة الشرقية.
بسم الله العالم والحافظ لغيب ملكوته والمنفرد بالحكم فيه والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه الكرام البررة وبعد....
قد كانت مصر اليونانية والرومانية ، ولاسيما الإسكندرية ملتقي معظم الديانات والمذاهب الهرطوقية الشهيرة والحركات الروحية الجديدة التي انتشرت في جميع أنحاء بلاد الشرق الأدني القديم وكانت نشأتها في سالف الأمر في القرون السابقة مباشرة لبداية العصر المسيحي ، واللاحقة له مباشرة أيضا ، ولقد نشأت عن هذة الحركات والاراء الغريبة والمضطربة معتقدات وعادات غريبة ، وقد شاع أن هذة المعتقدات جذورها من مصر القديمة ومنها ﴿عقيدة هرميس_ والسيمياء (تحويل المعادن الرخيصة إلي أخري نفيسة) _ التنجيم﴾
وإذا لم تكن هذة المذاهب هيلينيستية خالصة_كما يشاع_ فيمكننا عند اذا إثارة التأويل بأن المصريين القدماء هم اول من أنشائها ولكن هذا غير مؤكد بالنسبة لنا إلي الآن ولكن كما نعلم بأن المصري القديم كان السابق بحضارته علميا وقد تميز في علم الفلك العملي وأما بالنسبة إلي الأعتقاد والربط بين مواقع النجوم وتأثيرها علي مصائر الأفراد وحظوظهم قد ورد ذكره لنا في المصادر الديموطيقية بأنه قد جاء من بلاد النهرين(العراق القديم).
وربما كان من العصر الفارسي ولكن علي أي حال قد ظهرت في وقت متأخر جدا في التاريخ المصري لأنها دخيلة علي المصريين من حضارات اخري وكذلك خرائط السماء أو مايطلق عليها خطأ اسم دائرة الأبراج"zodiac" هي ايضا دخيلة علي المصريين القدماء ولم تظهر إلا في حقبة زمنية متأخرة جدا من تاريخ مصر وقد جاءت من الخارج أيضا ، وهذا مختلف تماما عن جداول معرفة الوقت في الليل عن طريق النجوم "decans" فهذا النوع من العلوم كان من باب براعة المصري القديم في الفلك العملي كما ذكرت آنفا وكانت من بداية الدولة الوسطي ، علي الأقل، ولم تستعمل قط للدلالة علي حظوظ الافراد وليس لها دخل إطلاقا بهذا الشأن .
وأما عن علم الطوالع"hemerology" الذي قد عرفه المصريين القدماء فهو فن يُعرف من خلاله أثر اليوم أو الطابع العام لليوم من حيث السعادة والتعاسة وليس من باب قراءة الأقدار لفترات زمنية وهو علم لايمت للتنجيم بصلة فقد كان المصريون يقررون طابع يومهم من حيث الخير أو النحس من واقع الأحداث الميثولوجية التي وقعت في تلك الأيام نفسها وليس من حالة السماء مثلا أو النجوم ومواقعها.
وفي الأخير وهذة هي خلاصة حديثي فإن المصري القديم رائدا في العلوم العملية سابقا فيها ولا علاقة له بالخرافات وليس من الطبيعي أصلا أن يجتمع التقدم العلمي والجهل والإيمان بالخُرافات في نفس المجتمع الواحد الا في فترات متأخرة ساد فيها الفقر والجهل وهي فترات الإضطرابات والإحتلالات والتي لم تستمر طويلا .
وفي نهاية حديثي أشكركم علي متابعتكم الجميلة و اتمني من الله أن أكون قد وفقت في نقل الصورة الكاملة لسيادتكم وأعتذر علي إطالتي في محتوي المقال