recent
أخبار ساخنة

تعلمت من الهجرة




بقلم الداعيه/ إيمان مرعى      




تحملُ الهجرة النبويةُ معانٍ كثيرةٍ لا تنتهي؛ فالتحول من الضعفِ إلى القوة , ومن القلةِ الي الكثرة, أو الانتقال من المكانِ أو القريةِ أو الحي إلى مكان أخر , أو حتي ما تحمله من معانٍ أخرى كهجرة المعاصي والتوبةِ الي الله تعالي وغيرها من المعاني يجعلُ الهجرة صالحة لكل زمانٍ ومكان بكل معانيها المختلفة .
تعلمت من الهجرةِ .... 



- تعلمت أن المرأة لا تجمدُ علي حالٍ , فتواجهُ الأزمات ، وتتحملُ الصعوبات ,وتقاوم التحديات , اي تتقن ما يسمي فن إدارة  الأزماتِ والبحث عن البدائل  .


- تعلمت أن المرأة تدور مع زوجها حيث دار ؛ فتكون معه علي الحلوة والمرة ؛ فالحياة ليست رفاهية فقط ، وليست شاقة دائما , إنما تتقلب بين النعمة تارة وبين الشقاء تارة  , وبين الغني تارة ، وبين الفقر تارة , السيدة رقيهُ بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجها عثمان بن عفان مثال . 



-  تعلمت أن النساء قدمنَ ؛ ليس فقط في الهجرة إنما قبل الهجرة ؛ وأثناء الهجرة , وبعد الهجرة , وأن هذا الأهتمام الكبير للمرأة في ظل الأسلام من جميع الجوانب وهي بنتاً، وهي أماً ،وهي أختاً، وهي زوجة ، لم يكنٌ مبالغ فيه , وأن تلك المكانةَ التي  احتلتها المرأةَ لم تكن من فراغ ؛ إذ أن الإسلام أدرك مدي أهميه المرأة , وعظم دورها في التربية , وصناعة الرجال , والأبطال والأسوياء , وإخراج نشئ صحي , إيجابي , متحاب , ومتعاون .


يا !!  وأخيراً... أدركت سر هذا الأهتمام , وعرفت سبب احتلال المرأة هذه المكانةَ في المجتمع ِ, , كان سرَ هذا كله أن المرأةَ هي من تشكل ُوتصنع ُ المجتمع .

-  تعلمتُ أن المرأةَ تستطيعُ أن تكون ؛ فمن أرادتْ أن تكون ستكون ؛ فالسيدةُ خديجهُ بنت خويلدٍ صاحبةُ أكبرِ تجارة أرادتْ أن تكون فكانت , والسيدةُ عائشة رضي الله عنها احتلت منزلةً عظيمةً بين قومها وبين المسلمين، فقد أكثرت من الروايةِ عن النبي صلي الله عليه وسلم‘ وكانت فقيهة عصرها، أرادت فكانت , والشفاء رضي الله عنها وأرضاها تراقب السوق, وتحاسب من يقصر , ويتلاعب في البضاعة والأسعار ,المرأة تصنعُ نفسها بنفسها , يقف الأسلام في ظهرها , ويقوي عزيمتها , ويعزز مكانتها .


 
افرحي  أيتها المرأة ...
أولُ من بشّرَ النبي صلي الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي ؛ بأن الله لن يخزيه أبدا كانت امرأة ...
وأولُ من أوقفت كارثةً ومؤامرةً كانت ستحل بالمسلمين كانت امرأة ...


وأكبر تجارة كانت لامرأة ....
المرأةُ إرادةٌ لا تنتهي , وقدراتٌ لا تتوقف , وطاقات تتجدد .
علمتني الهجرة ...


-  تعلمت أن المرأة كالرجل في الدعوة يداً بيدٍ سواءً بسواءٍ , لا غنى للدعوة عنها أبدا , تحتاجها وتعتمد عليها ؛ فأسماءُ بنت ابي بكرٍ , وعائشةُ رضي الله عنها , ورقيةُ  بنت أبي  صيفي , وأم سلمةَ ,وأم عمارةَ , وعاتكةَ أم معبد , وأم ايوبَ الأنصارية , جميعها نماذجَ مشرفةَ , ومشرقةَ , ورائعةَ في طريق الهجرة ..


تعلمت أن دعوة المرأة الناجحة هي من اكتملت مقومات نجاحها , بالصبر , والمصابرة , والثقة بالله عز وجل ، والثباتِ علي المبدأ في المحن والأزمات، وحسنِ الإدارةِ وفن صناعةِ البدائل , والتحولَ من الطريقِ الوعرةِ الصعبةِ المعسورةِ الي السهلةِ الميسورة , مطلوبٌ شرعا , وهو أساس نجاح الدعوة .



  تعلمت أن الإسلام لا يُمَكنُ في قلوب الناسِ قهراً أو ظلماً أو عدواناً ؛ إنما بالحب ,وبجمالِ العرضِ , وبحسنِ الأسلوب ؛ فالتضحياتُ , وقطع المسافات , وترك الأهلِ والمالِ والولدِ , كان نتيجةٌ طبيعيةً لإيمانٍ راسخٍ في القلب ,أن هذا هو الحقَ , وأن ما يدعون من دونه هو الباطل . 

google-playkhamsatmostaqltradent