بقلم الداعيه / ايمان مرعى
وجه الإسلام الأمة الإسلامية الى الخلق القويم والمثل العليا ،ودعا اليها قبل الفٍ وأربعمائة سنة ، الإتكيت ،والذوق، والأخلاق، ليس وجهاً جديداً علي الإسلام ؛إنما هي علَمٌ علي الإسلام فالدين المعاملة ,إذ أن الإسلامَ مجمعُ الأخلاق، والذوقِ الرفيع، والشياكة المهذبة، وفن التقدير والاحترام؛ فالنبي صلي الله عليه وسلم أكد علي أهمية وضرورة وعظم الأخلاق ،كقوله صلي الله عليه وسلم : (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؛ أحسنكم أخلاقا ) (صحيح سنن الترمذي ) قواعد أخلاقية ثابته وراسخه كاحترام الكبير، والعطف علي الصغير، والتخلق بأخلاق الإسلام علي مائدة الطعام ، دون أن أرهق نفسي ومن حولي بيدي التي تطيشُ في الصفحة (الإناء) وبصوت فمي الذي يزعج و يوتر من يشاركني الطعام ،وكيف أقدر من أمامي وأتوجه إليه بالاهتمام بعيني وجسدي وأشعره بالتقدير والاحترام ؛فأملك قلبه ، حتي في عتاب المسلم لأخيه المسلم، جميلٌ وأيُ جَمال كقوله صلي الله عليه وسلم: (ما بالُ أقوام ) وكقوله :(صلى الله عليه وسلم ): ( نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ , لَوْ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ )( السنن الكبرى للبيهقي ). يذكر الحسنات، ثم يلْفتُ النظرَ الي الهفواتِ، قِس على هذا سائِر المعاملات، الشراب والنوم وقضاءِ الحاجة ... الخ .
نحن أحوج الي تمثل أخلاق الإسلام في كل تعاملاتنا أقوالنا أفعالنا لا ريب أن الإتيكيت فنٌ إسلاميٌ أصيلٌ ومنهجُ حياة، نحتاج أن نقفز علي هذا الواقع المرير بما نراه من بون شاسع بين سلوك الفرد وبين خلق الإسلام القويم ، لا شك أن مكانة الأخلاق في الإسلام منزلتها عظيمه ،وأن سلوك المسلم ما هو إلا انعكاس لصورة الإسلام المشرقة لكن ينبغي لنا أن ننبه علي هذا البون الشاسع، وهذه الفجوة ؛ ماهي إلا نتيجة طبيعية لافتقار كثير من المسلمين -إلا من رحم ربي - للأخلاقِ الحميدة في سلوكهم ، الحقيقة الثابتة هي أن سلوكنا ليس علم على الإسلام ؛ فمن أراد الإسلام أخذه من ينابيعه الصافية ( القران ، والسنة ) لكنها أيضا انعكاس واضح للقيم والأخلاق.
نحتاج لوقفة حقيقة مع النفس كي نقلصَ الفارقَ الكبيرَ بين سلوكنا وتعاليم ديننا ....
إنما الأمم الأخلاقُ ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
اللهم اهدنا لأحسن الاخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت وصدق القائل في محكمِ التنزيلِ : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ).القلم .