recent
أخبار ساخنة

"المظاهرات في الضفة والغلاء في غزة"







كتبت / يارا المصري



  تحاول حكومة حماس مكافحة غلاء المعيشة في قطاع غزة ، في نفس الوقت لم تتوقف عن محاولة إثارة الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية بسبب العامل نفسه.  خلال المظاهرات الأخيرة في الخليل في أوائل شهر يونيو ، أعرب المتظاهرون عن تعاطفهم مع حماس واشتكوا من سياسة رام الله الاقتصادية. 

وتدرك السلطة الفلسطينية أن هذه ليست احتجاجات عفوية ، بل سلسلة من المظاهرات المنظمة من قبل المعارضة وقيادة حماس، التي تحاول إبعاد نظر مواطنيها عن غلاء المعيشة في غزة فيما تحاول زعزعة الاستقرار في الضفة الغربية عن طريق التحريض على المظاهرات، فيما تشهد أسواق قطاع غزة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الملابس الجاهزة، ضمن التجهيزات الجارية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، والتي يتم استيرادها عادة من عدد من الدول، وفي مقدمتها تركيا والصين، وقد تفاوتت نسب الزيادة، إذ وصلت في بعض الأصناف إلى الضِعفين.

ويُرجع التُجار أسباب غلاء الأسعار إلى الارتفاع العالمي الذي طرأ على مختلف السِلع والمُنتجات، إثر الحرب الروسية الأوكرانية، والتي ساهمت في زيادة الأسعار عالميًا، إلا أن نسب غلاء بعض الأصناف في قطاع غزة، فاقت نسب الزيادة العالمية.
ولا يتفهم أهالي قطاع غزة نسب الزيادة الكبيرة خلال تجهيزاتهم لعيد الأضحى، إذ لا تتناسب تلك الأسعار مع أوضاعهم الاقتصادية الصعبة والمتردية، بفعل تواصل الانشقاق بين الضفة الغربية وغزة منذ انقلاب حماس على الحكومة في رام الله ، والذي أثر على مختلف نواحي الحياة. 

تزيد المُستجدات الأخيرة، والتي تُرافِق غلاء الأسعار، من الأعباء المُلقاة على أهالي قطاع غزة، وفي مقدمتها تأخر أو عدم انتظام صرف الرواتب، علاوة على توقف صرف مخصصات وزارة التنمية الاجتماعية لأفقر الفقراء منذ أكثر من عام، والتي كانت تُصرف كلّ ثلاثة شهور.
ويعتمد أكثر من 80% من أهالي قطاع غزة على المساعدات الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة، بعد سنوات من الحصار والحروب المتكررة، ويتسبب حصولهم على المساعدات النقدية في تحريك عجلة الاقتصاد بشكل مؤقت، فيما يؤثر تأخرها على إقبال المواطنين، فيعاود البطء مجدداً.

وتتجه شريحة من أهالي قطاع غزة إلى الشراء من البسطات الصغيرة، إلى جانب مُلاحقة العروض عبر الصفحات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ زيادة الأسعار طاولت كذلك المُنتجات البسيطة، ذات الجودة المتوسطة.
وتعتمد أسواق قطاع غزة بشكل أساسي على مواسم الأعياد والمُناسبات لتصريف البضائع، وتعويض الركود الذي ضربها خلال أشهر العام، ما يدفع بعض التُجار إلى زيادة الأسعار، أو استغلال الموسم لبيع البضائع المُكدسة.
google-playkhamsatmostaqltradent