كتبت / يارا المصري
أفادت مصادر فلسطينية أن سكان القدس فخورون جدا بنجاح ابنة حي البستان في المدينة في استكمال الدورة التجريبية وحصولها على رتبة نقيب.
شفاء سمرين ، 22 عاما ، حلمت بأن تصبح طيارا وفازت مؤخرا بحلمها بعد مسار طويل وصعب.
وتثني مواقع التواصل الاجتماعي على شفاء سمرين لطريقة تمثيلها لسكان المدينة الفلسطينية ، بعد فترة طويلة من الزمن ، حيث كانت تناقل الصحف حول القدس في الغالب لأعمال الشغب والمواجهات وأعمال العنف، الآن تنقل بعض الايجابيات والآمال وإمكانية تحقيقها.
أصبحت شفاء سمرين شخصية إيجابية وتأخذها الفتيات الفلسطينيات في القدس كمثال يحتذون به.
وفي ذلك الصدد، عبر الأخصائي النفسي د. أسامة حمدونة يرى أن أحلام هؤلاء الفتيات تعود إلى الثقافة التي يتلقوها من الأسرة و الأصدقاء و المدرسة و الشارع، ولا شك أن للواقع الفلسطيني دور كبير في ذلك.
ويؤكد أن أحلام المراهقين والمراهقات لا تأتى من عبثاً بل من خلال وسط اجتماعي بما يحتويه هذا الوسط من ظروف سلبية و إيجابية، مشيراً لوجود حالة نضج عند المراهق الفلسطيني قبل الوصول لمرحلة النضوج الحقيقية وذلك من خلال طموحاتهم التي أغلبها بل جميعها يدور فيما يصلح لبلدتهم فلسطين.
يقول:" على الأسرة أن تفهم ابنها المراهق والوصول إلى مستوى تفكيره لإصلاح أحلامه بشكل السليم بالإضافة لدور المدرسة في مساعدة المراهقين في توجيه طموحهم وتقبلها بدون ردود أفعال مغضبة لهم لأنه سيشعر في محاولة قمع إلى ذاته مما يؤثر عليه سلباً".
فيما ذهب دكتور علم الاجتماع جهاد حمد إلى تعريف الطموح بأنه "الشيء الغير محقق ويسعى الإنسان لتحقيقه مستقبلاً ويكون قابل للتحقيق أو غير قابل مبيناً أن طموحات المراهقات الفلسطينيات جزء منها نابع من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لما أثر هذا الصراع بكل تشابكاته وتناقضاته ليس على الفتية الذين يعيشون فترة المراهقة فقط بل على جميع الفئات العمرية الفلسطينية.
وتحدث حمد عن إبداع المراهق في تقمص الشخصيات التي يراها مثله الأعلى، موضحاً أن هناك العديد من المراهقات والمراهقين يريدون أن يصبحوا مثل آبائهم وأمهاتهم وغيرهم من الناس الذين يرونهم ناجحين في حياتهم، فطبيعة الطموح مرتبط بالمكان والبيئة والتنشئة الاجتماعية التي تحيط بالمراهق.
وقال حمد :" إن أحلام الفتيات مهما نمت ستبقى محجوزة نظراً لطبيعة المجتمع الفلسطيني المحاصر بالمشاعر السلبية من جميع الجوانب على اختلاف المراهقات العربيات في العالم التي تكون أحلامهم ملائمة للمرحلة التي يعيشونها ".