recent
أخبار ساخنة

قطيعة .. محدش بياكلها بالساهل

الصفحة الرئيسية






بقلم : احمد عبد العزيز حامد 





" قطيعة محدش بياكلها بالساهل، 
الوليه وأنا بخنقها عضتني في أيدي، 
تقولش عدوتها " .  !  

هذه الجملة العبقرية جأت علي لسان ( نجمة إبراهيم  ) في فيلم ( ريا وسكينة ) للمخرج " صلاح  ابو سيف ، بعدما خنقت ضحيتها وأجهزت عليها وقتلتها، وكأن  " ريا "    فعلت فعلتها التي فعلت و كأنما تريد أن تقنع  نفسها  بأن ما فعلت    هو  أمر  طبيعي وحق مكتسب ،  والادهي انها  استنكرت  علي الضحية حتي  الدافع عن نفسها ، والاعتراض علي إجرامها ، برغم انها جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد،    فليس لها  أن تعترض ولا أن تقاوم، فقط أن تستسلم وترضخ .

و برغم أن ريا مجرمة وقاتلة وهي تعرف ذلك،  إلا أنها كانت راضية تماما عن ما تفعل، بل إنها إستأت كثيرًا  من محاولة الضحية حتي الدافع عن نفسها، حين قبضت علي يدها و عضتها ، وكأنها  تقول لها  ( هو انا بعملك ايه يعني ، انا بس بحاول اموتك  عشان اسرقك ) فلما قاومتها الضحية محاولة  الدفاع عن نفسها من الموت ،    قالت " ريا " و بغضب ،  (الوليه وانا بخنقها عضتني في أيدي تقولش عدوتها) .  بصيغة استنكار يختلط بغيظ مبرر من وجهة نظرها للمسالة . 


وكأن هذا حق مشروع لها وكأنما تقر في مكنون نفسها بذلك ، لذا  فأن سيطرة   الرغبة لديها جعلها تظن أن  الوصول الي الهدف ايا كانت الوسيلة يمنحها الحق في اختيار الطريقة بغض النظر عن مشروعيته من عدمه . 
وهكذا فإن الكثير من العقول تحمل داخلها نفس هذا المنطق منطق ( ريا ).

وبهذا المنطق المعكوس،  نجد  أن الكثير من الناس يرفض الكثير من المفردات والصفات والممارسات السيئة ،التي يراها في الأخرين ،أو حين يسمع عنها،   إلا انهم في الأغلب هم ايضا يمارسونها ،
ولا يطبقون هذا الرفض والانكار علي ذاتهم ،وكأن هناك حالة فصام بين ما يرى وما يسمع وبين ما  يمارس ويفعل،  و ما هو ثابت وحتمي، أو كأنما حرام علي غيره حلال له.

هو يخلق هذا الفارق و يضع هذا الفاصل   في المعاملات التي تنعكس عليه بالإيجاب اما دون ذلك فلا ، أو قل هو يجعل أو يصنع  لنفسه مبررات و وجهات  نظر خاصة به،  تصور له سلامة فعله وإن كان هذا الفعل يتنافى مع المنطق ومع الفطرة السليمة  ومن ثمة يصدقها، وإن أنكر ذلك الفعل   علي الاخرين في العلن وابطن صحته في نفسه، و في الممارسة علي ارض الواقع  ، ويضبط هذه التصروفات فقط  هوى النفس والميل الشخصي مع الاقتناع التام بما يفعل، لان  إرتدادات افعاله تلك سوف  تجلب له مصلحة ومكاسب شخصية  فيظل يقاوم فطرته  وينحي المنطق جانبا ، ليخلق مبراراته الخاصة به  ليحقق هدفه ،  بغض الطرف عن ما هو عدل ،وما هو منطق وحق،   ووضع الامر في موضعه الصحيح .
google-playkhamsatmostaqltradent