recent
أخبار ساخنة

ما بين الرضا .. والطموح

الصفحة الرئيسية








بقلم / احمد عبد العزيز حامد 


يحتوى  ذلك القلب   علي الكثير من  التناقضات ، أحيانا يفيض من الحب فيسكبه، دون غطاء يمنعه ويسد سرايانه ،وهناك ما هو مكبوت داخله  بُغض وكرها  يستعر لا ينطفئ ،
وأحيانا ليس كل ما يفيض حب ، وليس كل ما يستعر يظهرا على ملامحنا، ربما خجلا أو حياء أو غرور أو مصلحة، وأحيانا كبرياء يمنعه ، غالبًا الملامح لا تعكس كل الحقيقة المتوارية خلف جدران القلب .
هي كومة من المشاعر المتناقضة يحملها ذلك القلب
و في كل الأحوال  ليس هناك توازن ولا استقرار علي حال الا قليل ،وأكثرها يضيع هباء وتخرج حين تتوافق مع المصلحة حتي لو كانت معاكسة للمشاعر  .. فأنت أكثرهم قربًا ما دامت تربطنا مصلحة ما، وأنت ليس عُنْصُرِيًّا بل ضد ، طالما بعيدة عنك و و و ..
القليل من البشر يُحدث ذلك التوازن، ويجعل بين ذلك قواما، و يخرج ما يحسه حُبًّا أو كرهًا دون النظر إلى الفعل المقابل أو ردة الفعل المترتبة على ذلك .

لذا يعجبني أولئك الذين لا يأخذون كل الاشياء  علي محمل الخلود 
وظيفة ، مال ، منصب. عائلة ، شهرة ، مركز اجتماعي كل الأشياء كل الأشياء،  
سواء امتلكوا كل ذلك أو بعضا منها ، أو الذين  بقوا في الظل  دون أن يلتفت إليهم احد وتحملوا مصاعب الحياة وظنوا في أنفسهم خير 
فإنهم يعرفون ويفهمون  أن الناس جميعا لابد أن يصلوا في النهاية الي  نقطة  واحدة ،
و مصير واحد  مهما اختلفت  الطرق المؤدية الي ذلك، ومهما اختلفت  اهتماماتهم  وظروفهم الحياتية  واختيارهم الطريقة والطريق اللذان  سيصلا  بهم  الي نقطة اللاعودة جميعا، لان كل هذا الأشياء  ستصبح  هباء منثورا،   أولئك هم  الذين يصنعوا  توازنًا ، ما بين الرضا والطموح، دون أن يلتبس الأمر عليهم  . 
 ودون أن  يسقطوا  في مستنقع عفن من النفاق والمُداهنة ،ويأبوا بيع أنفسهم بثمن بخسًا،  ايًا كانت المُغريات  وسهولة الوصول، فهم يدركون أن الرضا هو  قمة القمم وسبيل  المبصرون .
إن  أولئك  الذين لم يتغيروا ،ولم ينحنوا ولم ينكسروا  أمام ملذات الهوى ،  ومطلبات  النفس  الإمارة بالسوء ، و لم يسقطوا  في  مستنقع عفن من التدني والنفاق الإجتماعي  و الأنا المتضخمة ،  و لم يبحثوا عن ظل لهم في الليالي المظلمة .. فهم يعرفون أن العتمة لا تعكس  ظلًا و لا تعطي انعكاسًا .. 
ولم تخنهم ملامحهم  و لم تتبدل بواطنهم وظلوا  اوفياء لمبادئهم وما بدلوا تبديلا ،
هم  أولئك الذين كلما وقفوا أمام مرآة أنفسهم  ظلت ملامحهم الكامنة داخلهم   كما هي   لم تتغير  وانعكست بمجملها علي الجانب الاخر من المراة ، ولم يسالوا السؤال الذي يساله الاكثرية حين تعكس مرآته ملامح وجهه ، من هذا الذي امامي .؟ 
 لانه لم  يتجاوزا خصائص أنفسهم  النبيلة ،  وظلوا  اصحاب المبدأ  الواحد والوجه الواحد ،
 انهم  في كل مرة ينظرون الي أنفسهم في  مرآتهم  ترتسم فوق شفاهم بسمة  رضا وظنوا في أنفسهم خيرا .
google-playkhamsatmostaqltradent