كتبت / يارا المصري
قامت حماس بإلغاء احتفالاتها بالذكرى السنوية للانقلاب الخامس عشر في قطاع غزة هذا العام. أعضاء في قيادة حماس في قطاع غزة يقولون إن الحركة غير معنية بتعميق الصدع بين الفلسطينيين الذي نتج عن هذا الانقلاب في العام 2007.
كل المحاولات الفلسطينية لإنهاء الانقسام بين غزة والضفة الغربية باءت بالفشل حتى الآن. ولا تزال حماس ترفض تعويض عوائل شهداء فتح الذين استشهدوا على يد حماس عام 2007 ، ولا يزال الجرحى في قلب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما تحذر السلطة الفلسطينية باستمرار من أن حماس معنية بالسيطرة على الضفة الغربية كما فعلت في غزة قبل 15 عامًا.
فيما رصدت تقارير صحفية صادرة اليوم في الأراضي الفلسطينية ما أسمته بحالة عدم اليقين الاقتصادي التي تعيشها غزة ، وهي الحالة التي تنجم عن عدة أسباب.
من أبرز هذه الأسباب الإغلاق المستمر لقطاع غزة ، فضلا عن تشكيل هذا الإغلاق لكثير من الضغوط على حركة حماس بالنهاية.
وتشير هذه التقارير إلى أن حماس لن تحتفل بذكرى سيطرتها على القطاع في الرابع عشر من الشهر المقبل ، حيث ستحل الذكرى الخامسة عشرة لسيطرة الحركة على غزة.
وفي هذا الإطار يتساءل الكثيرون في الوقت الحاضر عما إذا كانت حماس قد اتخذت قرارا صحيحا بالتحالف مع إيران ، الأمر الذي حاولت "الوسط" الإجابة عليه.
ويقول مصدر فلسطيني إعلامي مسؤول للوسط إلى أن ما تخسره حماس في التباعد عن العالم العربي السني أكبر مما تجنيه من علاقتها بإيران.
وأشار إلى إن العلاقة بين حماس وإيران مجرد علاقة استثنائية اقتضتها المصلحة ولم تكن أبدا علاقة أصيلة قائمة على تكامل فكري أو أيديولوجي. فحركة حماس تستند إلى فكر المقاومة من أجل الأرض ، وهو ما لا تتفق معه إيران في كثير من أهدافها.
ويضيف هذا المسؤول إلى أن فكر المقاومة "الذي تبنته الحركة جعل من إيران حليفا اقتضته الضرورة، خاصة بعد الدعم العسكري والمالي الذي قدمته لحماس. ولقد شعرت الأنظمة العربية المعتدلة بالقلق لسنوات من العلاقة الحميمة المتنامية بين (حماس) والمحور الإيراني. ومثل هذه الشراكة قد تخلف عواقب وخيمة على المنطقة، فأنتجت قطيعة بين الدول العربية وحماس.
عموما فإن هناك توجسا فلسطينيا داخليا يتمثل في استمرار إغلاق القطاع أمام حكرة المعابر من وإلى غزة ، وتحديدا مع معبر إيريز ، الأمر الذي يثير جدالا واسعا إزاء ما يجري الآن على أرض الواقع.