recent
أخبار ساخنة

المتناثرون بين أذقة المدن .

الصفحة الرئيسية






المتناثرون بين  أذقة المدن .

بقلم / احمد عبد العزيز حامد 






قِلة أولئك الذين يقفوا خلف مشهد الحياة  لا يطمحون في شيء دون مبرر ودون إستحقاق ،المتغافلون عن الصغائر والكبائر بشرف ، الغاضون الطرف  عن أشياء   لا قيمة لها ولا معني  وإن بدت  ظاهريًا مهمة وعظيمة ، أشياء إن تُبد لكم تسؤكم   ..  والتي قد تحتاج إلي عقل راجح وبصيرة لا يمتلكهما الكثير من الناس   ..
وهم غالبًا لا يعطوا هذه الأشياء أكثر من حجمها وتكون ردة الفعل مناسبة تمام ، إما  بتجنبها والبعد عنها  أو عدم الخوض فيها من الاساس .. 
وهم لا يملكون  إلا أن يبتلعوا   نفسًا عميق، ومن ثمة يطلقو  العنان لتنهيدة رضا   في  البراح المزيف الخادع مغلفة بكل ما تحمله الحياة من قسوة ، 
 يتأمل الواحد منهم  حاله برضا واقتناع  وما وصل إليه  وكيف لو انه لم يشق  علي نفسه ويرهقها محاولا كبح جماحها  في أن لا  تتمرد علي ذاته فتصرفه الي ملذات الحياه  و مغرياتها ووجاهتها    وتنسيه ما أحاطها به من قيم و مبادئ ومُثل ظل طوال عمره يدافع عنها ويزكيها في نفسه ويتعلمها  ويتاخذها  نمراس ومنهاج 
فقد كانت تأتيه  فرص لو تجمل فيها  ورسم بعض البسمات الزائفة ونطق فاه ببعض الكلمات المنمقة  لأصاب هدفه دون جهد يذكر .. لكن راسه  تأبى أن تنحني ويرفض أن يتجاوز خصائص  نفسه  ليمسك بكفوف  الآخرين ويُقبلها  إن تطلب الامر ذلك  ثم بعدها ما  يلبث  ان ينجرف معهم في بحرهم ليقذف به  موج الحياة  يميناً و يساراً أو  ينساق خلفهم كما يساق البهائم  ولأنه يعلم أنهم يوما ما  سيتلاشوا حين تتلاشى  الاسباب التي من أجلها بقوا ومن أجلها ابقوه  ولكن حينها سيكون قد خسر كل شيء وهذا ما تأبى نفسه ان تتقبله 
 أولئك الذين يحفرون نفق  في منتصف اليأس لأنهم متيقنون أن آخره النفق  نور ،  أولئك الذين يرفضون ركوب الامواج ويعافرون ضد تيارات العبث .
 كذلك هم الذين يبصرون الطريق وسط هذا الغيوم .
و انهم  يوما ما سيلملمون  خيوط الشمس وبنثرون النور في قلوب  الناس  ، ويحصدون الخير . 
وان هذا العبث الدائر  سينتهي يوما و ستنطفئ تلك الأضواء   وتزول أسباب المنفعة  وتُخلع  أثواب   المناصب ويفقد المال  بريقه و يتوقف ذلك الصخب الدائر فوق الرؤس   و من حولها ،  ويبقي الانسان وحيدا ترتعش أطراف أنامله  وتتوقف أقدامه  عن الحركة و الركض خلف أمانيه  الزائفة وويصبح كل أمانيه أن يُلقي اي عابر أمامه  التحية عليه  مصادفة دون حتى أن يلتفت إلى ملامح وجهه،   وسيطلب العفو والمغفرة لكل من تجاوز  في حقهم لكن لن يجد من يستمع إليه  حتى صوت ضميره لن يجدي نفعا ..  ان أولئك القلة المتناثرون في اذقة متباعدة في مدن الحياة  يعلمون أن 
لا شيء يدوم .. لا إستثناء في ذلك .
google-playkhamsatmostaqltradent