recent
أخبار ساخنة

العُزلة .. وأشياء أخرى

الصفحة الرئيسية







بقلم / احمد عبد العزيز حامد 






أنا أمارس العُزلة كما أني أيضا  أمارس الحياة ،فالعزلة عندي ليست الانقطاع عن الحياة ،وليست أن  تغلق عليك  باب غرفتك ، و تطفىء اضوائها   وتنكمش علي نفسك وتشد قدميك،  حتي تلامس راسك ثم تغرسها  فيهما ،وتلعن الواقع وتلوم الايام  وتصب غضبك علي كل شيء .. إنما العزلة الحميدة  هي أن تعتزل السوء من القول والعمل والصحبة السوء  وأن تتجنب مواطن الشبهات و أن ترتقى فيها  بذاتك وتهذبها وتؤادبها و تعلمها وتثقفها في عزلتك  و أن تعتزل النقاش والجدل الغير مفيد و أن تعتزل الحماقات والحمقى من البشر  وأن تهتم بشئؤنك ودع شأن الآخرين للاخرين ،إلا من طلب او صاحب حاجة عندك .. 
إن الإفراط في المخالطة والظهور في هذا الاوقات نوع من العبث .


لذلك لم ينجح احد في ترويض هذه الوحدة الجامحة بداخلي ، ولا التوغل في عمق نفسي مهما قربت المسافات بيني  وبين كل الذين بجانبي ، والذين أحببتهم والذين اعرفهم وظلت احتمالات العزلة هي الأقرب وهي الأقوى وهي المسيطرة  في الأغلب الأعم  ربما لأني لست من أصحاب  الصخب الاجتماعي أو من هواة التعارف والانخراط في عوالم لا رغبة لي في التوغل فيها  واكتفي فقط  بالقليل الذين اعرفهم حتي وان لم يستطيعوا سبر اغوار نفسي .. ولكنهم  غالبا ما  يشبعون بعض رغباتي ويسدون حاجتي المعرفية وارضا الذات الغير متعطشة للتسولات  التي المحاها في عيون البعض في التقرب الي أصحاب المعالي وأصحاب المال وأصحاب اي شيء يجلب المصلحة ..  وتظل ذاتي متمردة تابي ان تروض ، وتكتفي بالقليل الذين اعرفهم والقليل  من العزلة ايضا .


وانني أتأمل الراحلين والقادمين  ، والغارقين في ملذات الحياة ،  و الصابرين الصامدين  عليها  ، والذين تطرحهم دوامات الحياة يمينا ويسارا ، و  لا يرسوا  علي مرفء ، والذين باعوا كل شيء حتي أنفسهم  للوصول الي كل شيء ،ولم ينالوا اي شيء 
وانني اقف في عزلتي  انظر ولا أبالي، وبثبات يغيظ الحزن والحقد والحسد ولا اعير  اهتمام  و نوافذ عقلي مغلقة  لطموحات واهية كاذبة  مغلفة بواقع وردي وباطنها العذاب .. 
 ولانه و بعيداً  عن رضا النفس وراحة الضمير ستبقي لاجئ  تنشد السلام الداخلي ، وتظل تتمني حياة مطمئنة لو داخل كوخ صغير ،وبعض الأغنام وكلب يحرسها ويحرسك .
العُزلة .. وأشياء أخرى
جورنال 24

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف29 مايو 2022 في 7:50 ص

    جميل استاذنا

    حذف التعليق
    • غير معرف29 مايو 2022 في 3:42 م

      كم تمنيت هذا الكوخ والكلب والاغنام وحديقة بها احتياجاتي اليومية
      رائع كعادتك أبو عزيز

      حذف التعليق
      • غير معرف29 مايو 2022 في 5:23 م

        رائع ابوعزيز اسلوب ممتع

        حذف التعليق
        google-playkhamsatmostaqltradent