بقلم / محمد أبو حبشي
كاتب وباحث في علم المصريات ومؤسس فريق حراس الحضارة للوعي الاثري وكاتب بجريدة كاسل للحضارة والتراث وكاتب بجريدة جورنال 24 وأمين لجنة دعم السياحة والاثار بالاتحاد الوطني للقيادات الشبابية عن محافظة الشرقية
بما ان موعد حصاد القمح المصري الجميل قد حان في الحقول ففكرت انه سيكون من المفيد لكم ان اتحدث معكم اليوم عن الحبوب في مصر القديمة وبما فيها القمح .
كلنا يعرف قصة سيدنا يوسف واخوته ابناء يعقوب وبما فيها من عظمة مصر القديمة في انتاج الغلال وتصديرها لكل العالم وقتها وكذلك كانت هناك مقولة تقول ان مصر مخزن حبوب روما وايضا هناك اسطورة مضحكة تقول ان سنبلة قمح وجدت في مقبرة مصرية قديمة ،لو زُرعت لأنبتت قمحاً والمضحك فيها ان الكثيرون يعتقدون هذا حقاً لذلك زاد تبجيل الناس للقمح المصري القديم .
بدأت معرفة زراعة الحبوب كما تعرفون منذ العصر الحجري الحديث فكان المصري يزرع العديد من انواع الحبوب من ابرزها الشعير العادي ونوعان من القمح
1/قمح الشوفان spelt
2/القمح الفلاحي سمين الحبوب emmet
وقد كان المصري القديم يستهلك كميات كبيرة من الخبز والبيرة فصارت زراعة القمح اساس اقتصادي عند المصري القديم ولا غنى عنه وقد صورت مراحل زراعة القمح وحصاده علي جدران المقابر أكثر من أي عمل زراعي آخر .
_ مراحل زراعته:-
لم تختلف كثيراً عن كيفية زراعتها حاليا وهذا مايثبت ان جينات الفلاحة المصرية لازالت متوغلة في دماء فلاحين مصر العظماء من جدودهم. فقد كان الفلاح المصري يبذر الحبوب في الأرض بعد انحسار مياة النيل عنها. وبعدها يحرث ارضه ويتبع المحراث الذي كانت تجره بقرتان مخصصتان لذلك العمل الفلاح ممسكا بمعزقة من الخشب ليداري بها الحبوب تحت التراب وبعد ذلك يأتي بقطيع من الاغنام ليطأ الارض بأقدامه وهذه الطريقة البدائية كانت تعطي محصولا وفيراً وتدل وثائق الخزانة في عهد الرعامسة ان الارض كانت تدُر نفس محصول القمح الذي تدره الأرض في العصور الحديثة ويحصد القمح في بداية فصل الربيع ويشترك الجميع في حصاده في جماعات فيمسك الرجال بالسنابل ويقطعون العيدان من المنتصف ويكون ذلك بمناجل مشحوذة مسبقا ومجهزة مصنوعة من الحجر الصوان ولها مقابض من الخشب وكان الفلاح اذا تعب من العمل يقطب جبينه ويمد يده ويطلب البيرة لعمال الحصاد.
كانت العيدان القصيرة تُحصد في حِزم وتنقل علي ظهور الحمير او يحملها الرجال بين أذرعهم إلي الأجران حيث تُفصل الحبوب عن القشور بحوافر الحيوانات وبعد ذلك تُنظف جيداً عن طريق ذروها في الرياح العالية عن طريق مجرفة خاصة لذلك .
وبعد ذلك يُخزن التبن بشوكة من الخشب ليُستعمل بعد ذلك لصناعة اللبِن أو أعلاف المواشي ويقوم الكتبة بوزن القمح وتقديره بمكاييل وتعبأته في زكائب تُملأ وترص في الصوامع العالية المبنية بالطين والمجهزة لإستقبال القمح مسبقا وكان القمح قوة الدولة ومركز قوتها الاقتصادية .
أجل يعزيزي القارئ هي نفس الخطوات التي يتبعا الفلاح المصري الحالي بإختلاف بعض الادوات الحديثة الموجودة حالياً ولكن الطريقة واحدة وراثة من جدودنا المصريين القدماء يصديقي.
اتمني من الله ان اكون أفدتكم وأعتذر لو طال المقال ولكن كونوا متأكدين دوما اني لأذكر كافة تفاصيل التفاصيل لضيق المجال .