متابعة / حامد خليفة
كما ذكرنا من قبل سنطوف سويا لنتعرف على حقبة تاريخية من خلال سلسلة مساجد شهيرة بمصر أعدها لنا الخبير الأثرى ومهندس ترميم الأثار التاريخية
«فاروق شرف»
واليوم على موعد لزيارة مسجد أم اليتامى والمساكين حفيدة الرسول صلوات ربى عليه
ونبدأ بالآية الكريمة
(إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ). ( الآية 18 – التوبة).
زيارة إلى مسجد أم اليتامى والمساكين .. فهى التى كانت ترعى يتامى شهداء الحرب.
زيارة إلى مسجد من إختارت مصر وطناً وموطناً لها.
زيارة إلى مسجد السيدة إبنة الحسين حفيد الرسول، صلى الله عليه وسلم،
فاطمة الزهراء "فاطمة النبوية" بنت الحسين بن علي بن أبي طالب.
«مسجد فاطمة النبوية من أشهر المساجد بالدرب الأحمر، لأن الست فاطمة بنت الحسين رضى الله عنه، مدفونة فيه، وهو من أقرب المساجد إلى قلوب الناس، لأنه من مساجد آل البيت، والسيدة فاطمة عرفت منذ أن جاءت مصر بـ«أم اليتامى» لأنها كانت حنونة جدا وكانت تعطف على اليتامى والمساكين، وأشهر قصة تروى عن ذلك قصة رعايتها للسبع بنات اللاتى دفن بجوار مدفنها فى مدرسة أحمد أمين وتم نقلهن بعد ذلك إلى جوار ضريحها .. هذا المقام المبارك العظيم لما عليه من المهابة والجلالة والوقار ما يسر قلوب الناظرين إليه من الزائرين ..
كيفية الوصول : الدخول سواء من شارع سوق السلاح من أمام مسجدى السلطان حسن والرفاعى أو من شارع باب الوزير من أمام دار المحفوظات بسكة المحجر بالقلعة .. المهم الشارعان متوازيان وعند إلتقائهما تدخل يمين إلى زقاق السيدة فاطمة النبوية ولمسافة 30 متراً تجد على اليمين المسجد المبارك الذى بنى وأقيم على أنقاض البيت الذى كانت تقيم به السيدة فاطمة الزهراء منذ قدومها لمصر برفقة عمتها السيدة زينب ودفنت فيه بعد وفاتها وبنى لها مقام ومسجدا صغير.
وصف على مبارك فى الخطط التوفيقية المسجد قائلا: «بحارة السيدة فاطمة النبوية عرفت بذلك لأن هناك ضريحها الشريف، وهو ضريح جليل ذو وضع جميل عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر داخل المسجد المعروف بها، أنشأه المرحوم عباس باشا، وجعل فيه منبرا ودكة، وعمل لها ميضأة وحنفية من الرخام ومنارة وبابين أحدهما يؤدى إلى الحنفية والآخر إلى الضريح الشريف.
مر المسجد بالعديد من عمليات التجديد أشهرها تجديدات الأمير عبدالرحمن كتخدا له ثم الخديوي عباس حلمي الثاني الذى كان محبا لآل البيت وقام بتجديد كافة مقاماتهم على مستوى الجمهورية وآخرها في بداية القرن الحالى ولكن أخر عملية شهدت طمس معالم مقامات السبع بنات اليتيمات اللاتى كانت ترعاهن السيدة فاطمة والمدفونات بالقرب منها حيث تم بناء السور عليهن فطمست معالمهن.
فى عام 1999 تم هدم المسجد القديم وأقيم بدلا منه المسجد الحالى بعد توسعته بضم عدد من البيوت التى كانت تجاوره وافتتح فى اكتوبر عام 2003 على مساحة 2200 متر مربع وتشرف عليه وزارة الأوقاف ويضم بخلاف المقام مصلى للسيدات وقاعة أفراح ويقام به درس أسبوعى يوم الإثنين ومنبره ومحتوياته حديثه والمسجد من الداخل عبارة حوائط تزينها وزرة من شرائط رخامية ملونة وهذه الحوائط حاملة لأسقف تحمل زخارف إسلامية منفذة بدقة عالية ويحمل الأسقف عقود تحملها أعمدة رخامية بقواعد وتيجان هندسية .. هذه التوسعات كانت بمعرفة الصديق المحترم المحب لآل البيت عمر بيك الفاروق.
نقل وإعداد لحق المعرفة بوجود مسجد بضريح مبارك تشعر فيه بالراحة والسكينة وفيه تعقد ( حضرة ذكر ) كل يوم ثلاثاء وهو اليوم الذي كانت تعقد فيه "فاطمة النبوية" درسها الأسبوعي ولقاءها مع محبيها من مريدي العلم والسؤال والمعرفة.