كتبت / الزهراء عمارة.
تمضي الأيام والساعات ، وتسير الشهور والسنوات، والناس بين مستغل الأوقات، ومنشغل بالشهوات ، وقد أمرنا الله تعالى أن نسارع للخيرات والطاعات.
ولا شك أن الإنسان إذا التقى بشخصية مهمة استشعر في نفسه أنها قد تكون فرصة لا تتكرر، ويتضاعف الشعور في النفس بضرورة اغتنام تلك الفرصة.
ولما استمع الصحابة رضوان الله عليهم إلى حديث رسول الله في حجة الوداع " قالوا عنها :"(كأنها موعظة مودع فأوصنا)".
فاستشعار الوداع هدي نبوي يعلمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم ليكون دافعاً قوياً نحو تحسين العمل ، وإصلاح النفوس، يعلمنا كيف نتخلص من آفة تحول العبادة إلى عادة.
ففي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضى الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عظني وأوجز وفي رواية أخرى علمني وأوجز فقال له النبي صلى الله عليه وسلم"( إذا قمت في صلاتك فصلِ صلاة مودعٍ) " رواه الإمام أحمد وابن ماجه – وقيل حديث حسن"
•إذن فلماذا لا نستقبل رمضان هذا العام استقبال المودعين.
•وهذا لا يتنافى أبداً مع استقباله بالبشرى والشوق للرحمات.
فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه ويشوقهم إليه:
فقد ورد في مسند الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم).
نحتاج أن نقف وقفة مع أنفسنا لإخراج صيامنا من إلف العادة إلى حلاوة العبادة ، ونحقق قوله صلى الله عليه وسلم (إيماناً واحتساباً) لنفوز بالغفران.
•فلنخص هذا العام بختمة نتدبر فيها معانيه وكلماته، ونطبق أحكامه وحدوده.
• ولنسارع إلى تغذية الروح بلقاء مفيد ومثمر، بغرس قيم روحية في النفوس.
• ولنحرص أن يكون النفع هذا العام نفعا عاما يتعدى النفس وغيرها ، أو ندل على خير فالدال على الخير كفاعله.
•نتخلى عن البخل في دعائنا فندعوا لأنفسنا وللمسلمين والمسلمات في كل بقاع الأرض كي تؤمّن الملائكة فتقول: ولك بمثل (رواه الإمام مسلم).
شهر رمضان يتضاعف فيه الأجر، والعتقاء فيه كثيرون، والرحمة فيه عامه، وليلة القدر خير من ألف شهر، فاغتنموا الفرص فقد لا ندركها في السنوات القادمة.