كتبت /يارا المصري.
يشعر العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية بالقلق من أن العناصر الأجنبية تحاول مهاجمة أجواء العطلة هذا العام. يشعر الجمهور أنه بعد عامين صعبين بشكل خاص ، حان الوقت للاحتفال في جو هادئ وعائلي ، لكن بعض الناس يحاولون تعطيل هذا الأمل.
وبحسب مسؤول كبير في معهد استطلاعات يتعامل مع الساحة الفلسطينية ، فإن أكثر من 60 في المائة من الجمهور في الضفة الغربية يريدون الاحتفال بالعيد بسلام وهدوء ، ولا يهتمون بالحرب.
وقد نقلت رسائل من هذا النوع من قبل جهات سياسية في الأردن ومصر إلى كبار المسؤولين الفلسطينيين في رام الله وقطاع غزة.
شهر رمضان الكريم في فلسطين، له قدسية خاصة، حيث العادات والتقاليد الفلسطينية، صوت الأذان في المسجد الأقصى يرتفع عاليًا، يعلن إسلاميتها وعروبتها، ويدعو رواده، إلى حيث الطمأنينة والسكينة، أما في أسواقها الصاخبة فتسمع أصوات البائعين، فواكه وخضار، حلويات وموالح، ألعاب وهدايا، تجذب المتسوقين.
ويتمسك الشعب الفلسطيني بعاداته وثقافته، وفي الوقت الذي ضيقت فيه سلطة الاحتلال على الصلاة في المسجد الاقصى خلال شهر رمضان، يتجمع المقدسيون عند باب دمشق في المسجد الاقصى ليحتفلوا بالشهر الكريم.
ويزين الفلسطينيون شوارعهم بالزينة الملونة والأضواء، وفي أجواء بهجة وتعاون من الشباب والاطفال ويدعون الله أن تبتعد ديارهم عن الحرب وويلاتها.
وتتميز فلسطين في رمضان عن غيرها من المدن العالمية بوجود المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المساجد التي يشد إليها الرحال، وفيها المدفع الأثري الذي يعلن انتهاء يوم الصيام، كما أنها تتميز ببعض العادات الاجتماعية المتوارثة جيلا عن جيل، إذ تبدأ العائلات الفلسطينية بالاستعداد لشهر رمضان.
في فلسطين بمدنها وقراها ومخيماتها المتناثرة في كل اتجاه، تلوح في الأفق عادات رمضانية تندمج مع روح العصر، وتتأقلم معه محافظة على سماتها وأصالتها، ومن بين هذه العادات قيام «كبير العائلة» أو من ينوب عنه بزيارة أرحامه وتقديم الهدايا بمناسبة حلول الشهر الفضيل، وغالباً ما يتم هذا الأمر بعد الإفطار في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وتعرف تلك العادة بـ «الرمضانية».
مفارقة أخرى تجعل رمضان فلسطين يبدو مختلفاً عن مثيله في أي قطر من العالم، هي أن مدفع الإفطار لا يصلح في كثير من السنين لأن يؤدي دوره المعهود في تنبيه الصائمين بموعد الإفطار أو السحور، السبب بكل بساطة، هو تداخل أصوات المدافع والدبابات الإسرائيلية، وصخبها في سماء فلسطين، ورغم ذلك يصر المدفع الرمضاني في فلسطين على إعلاء صوته كل عام مفضلين مدفع الإفطار عن مدفع الحرب والموت.