كتبت/ يارا المصري
اصبح الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية غير مهتم بجولة أخرى من العنف بينه وبين الاحتلال خلال هذا الشهر. جاء ذلك في سلسلة من المحادثات واللقاءات بين صحفيين ومعلقين مع رجال أعمال فلسطينيين وشخصيات عامة وشخصيات مؤثرة في مختلف المحافظات ، لا سيما الخليل ونابلس. الإقلاع القاسي من أوكرانيا يذكر الجمهور الفلسطيني بثمن الحرب الذي يدفعه رجل الشارع دائمًا.
ويبدو أن ذلك هو نفس الرأي الذي تتبناه السلطة الفلسطينية والفصائل، فلم يعلق الجانب الفلسطيني الرسمي، ولا غالبية الفصائل الفلسطينية، على الأحداث الجارية حاليا، بعد بدء روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، واكتفى فصيل يساري بإعلان تأييده للخطوات الروسية، وانتقد التحالف الغربي بقيادة أمريكا، فيما أطلقت إسرائيل تصريحات حذرة بشأن الأزمة، وسط مخاوف من أن يؤثر موقفها حال أيدت الغرب، على مصالحها الأمنية في سوريا، التي تتمتع فيها روسيا بحضور قوي.
ولم تصدر مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، أي تعليق على الأحداث، ولا أي من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، خاصة وأن اتخاذ أي موقف بخصوص الملف الروسي الأوكراني، من شانه أن يسبب حرجا للسياسة الفلسطينية الرسمية، التي تتمتع بعلاقات جديدة مع روسيا، ومن جهة أخرى مع الدول الغربية، التي تعارض العمل العسكري الروسي.
ومنذ بداية الأزمة، وعمليات الدفع بالجنود الروس تجاه الحدود، وحتى بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال إقليمين عن أوكرانيا، لم يصدر أي تعليق عن القيادة الفلسطينية.
واكتفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، بنقل خبر، إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه قرر إجراء عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).
وأشارت الوكالة الرسمية في الخبر الذي أوردته، إلى التحذيرات الأمريكية والغربية لروسيا من شن حرب على أوكرانيا، وذلك في ظل التحشيد الروسي على الحدود الأوكرانية واعتراف موسكو باستقلال “جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”.
كما نقلت تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي أعلن فيها استعداد بلاده للحوار مع موسكو، وإعلان الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات على مسؤولين روس.
وتطرقت تغطية الإعلام الرسمي الفلسطيني، مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الرئيس الروسي بوقف العملية العسكرية التي أعلنها في شرق أوكرانيا.
هذا وقد كشفت مصادر خاصة في وقت سابق، عن وجود خشية فلسطينية من أن يؤثر هذا الملف، على الخطط الفلسطينية التي أقرت بعد اجتماع المجلس المركزي الأخير، والمطالبات الفلسطينية الحثيثة للجنة الرباعية الدولية للسلام، من أجل عقد جلسة لها، لمناقشة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في إطار الدعوات لعقد المؤتمر الدولي للسلام.